موقف الإسرائيليين تجاه شارون وإسرائيل والعرب والسلام

TT

عمقت اشهر الصراع المستمر من هوة الخلاف بين الاسرائيليين العرب واليهود وكثفت من العلة السياسية التي يشعر بها الاسرائيليون بصفة عامة.

هذه بعض نتائج الاستطلاع الذي اجرته مؤسسة زغبي انترناشونال، الذي اجري في الفترة من 6 الى 9 مايو (ايار) لحساب تلفزيون ابو ظبي. وتم استطلاع آراء 600 ناخب اسرائيلي، (هامش الخطأ 4 في المائة، ناقص او زائد). ولكي يتم الحصول على تقييم تفصيلي لآراء الناخبين العرب الاسرائيليين، تم استطلاع آراء 220 عربيا في اسرائيل.

ربما صوت الاسرائيليون لصالح ارييل شارون رئيسا للوزراء في فبراير (شباط) 2001، ولكن بعد أربعة أشهر لا يبدو انهم يشعرون بالسعادة لاختيارهم.

1 ـ عدم الرضا على رئيس الوزراء شارون لا يمنح الناخب الاسرائيلي شارون درجات عالية على ادائه الشامل كرئيس للوزراء. فالمعدل السلبي لأدائه الوظيفي ضعف معدل الاداء الايجابي (33.5 في المائة ايجابي الى61 في المائة سلبي). وفيما اجمع الناخبون العرب في اسرائيل على رفضهم لشارون كرئيس للوزراء (واحد في المائة ايجابي و97.5% سلبي)، فان الناخبين الاسرائيليين منحوه تقديرات منخفضة (39% ايجابية و55.5% سلبية). فقط الناخبون المؤيدون لحزب ليكود هم الذين منحوا شارون تقديرات ايجابية اكثر من التقديرات السلبية، بل ان الناخبين من حزب رئيس الوزراء نفسه منقسمون في تقديرهم لادائه الوظيفي (51 في المائة ايجابي الى 45% سلبي).

الاستياء من اداء رئيس الوزراء يمكن ملاحظته في النسبة المنخفضة من الناخبين الذين ابدوا تأييدهم لاعادة انتخابه. وعندما تنخفض نسبة التأييد لرئيس وزراء في السلطة عن خمسين في المائة، فإن ذلك اشارة على الاستياء العام. بينما المعدل الايجابي الذي يقل عن 40%، هو اشارة الى مشاكل سياسية خطيرة. وفي استطلاع زغبي وتلفزيون ابو ظبي اشار 36.5% من جميع الناخبين الاسرائيليين الى ان شارون يستحق اعادة انتخابه. ويمثل هذا هبوطا حادا من الدعم الذي تلقاه في فبراير 2001. وفيما انخفضت بين الناخبين اليهود شعبية شارون بنسبة عشرة في المائة، فان العرب اجمعوا تقريبا على رفضهم له، حيث اكد 94% على انه لا يستحق اعادة الانتخاب.

ومن بين الادلة الاخرى على استياء الناخبين انه في ردهم على سؤال: هل تتجه البلاد في الاتجاه الصحيح؟ وبالرغم من ان المعدلات التي حصل عليها شارون افضل من تلك التي تلقاها باراك في فبراير، فإن 34.5% من الناخبين الاسرائيليين يعتقدون ان شارون يقود البلاد في الاتجاه الصحيح، بينما يشير 50% من الاسرائيليين الى انه يقود البلاد نحو الاتجاه الخطر. وفي سؤال حول عما اذا كانت اسرائيل في عهد شارون تقترب او تبتعد من السلام، اشار الناخبون الى ان البلاد لم تقترب من السلام. وذكر 15.5% فقط من اجمالي الاسرائيليين ان شارون يتوجه نحو السلام. وهذا التقدير السلبي ينطبق علي اليهود كما ينطبق على العرب. وبينما ذكر 18% فقط من الناخبين اليهود ان شارون يتجه نحو السلام، ذكر 93% من الناخبين العرب انه يبعد البلاد اكثر عن طريق السلام.

2 ـ العلاقات اليهودية ـ العربية تزايد تباعد الناخبين العرب عن الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة. ويعتقد الكثير من المحللين ان استياء الناخب العربي داخل اسرائيل من رئيس الوزراء الاسبق شيمعون بيريس بعد اصدار اوامره بقصف لبنان، هو الذي أدى الى ترك 100 الف ناخب عربي بطاقات الانتخاب فارغة في انتخابات 1996. وزادت حدة الغضب العربي في عام 2000 بعد قتل 13 عربيا اسرائيليا على يد القوات الاسرائيلية خلال المظاهرات العربية التي قامت دعما للانتفاضة الفلسيطينية. وفي انتخابات 2001 كان يبدو ان اكثر من ثلاثة ارباع الناخبين العرب، إما تركوا بطاقات الاقتراع فارغة او لم يشاركوا في الانتخابات على الاطلاق.

وبينما كان الاسرائيليون العرب في الماضي اكثر تنوعا في آرائهم السياسية، فإن الاستطلاع الحالي يكشف ان هذه الجماعة قد اصبحت موحدة.

وعندما سئل العرب عما اذا كانوا اكثر او اقل تفاؤلا بمستقبل العلاقات العربية ـ اليهودية في دولة اسرائيل، بالمقارنة بعام مضى، فإن اجابتهم اشارت الى درجة كبيرة من التشاؤم. فقد اجاب 59% من اجمالي سكان اسرائيل بأنهم اكثر تشاؤما، بينما اجاب اكثر من 90% من الناخبين العرب بأنهم اكثر تشاؤما.

وفي سؤال عن افضل طريقة لتحسين العلاقات العربية ـ الاسرائيلية في المستقبل، كان الانشقاق الكبير بين المواطنين اليهود والعرب في اسرائيل في غاية الوضوح، فبينما فضل اغلب العرب سياسات جديد يمكن ان تضمن المساواة والحقوق الكاملة للمواطنين العرب، فإن مزيدا من المحافظين اليهود يفضلون استمرار الامر على ما هو عليه.

3 ـ القضايا المتعلقة بالسلام اغلبية بسيطة من الاسرائيليين يشعرون بالتشاؤم من امكانية تحقيق سلام شامل خلال السنوات الخمس القادمة (44.5 في المائة يشعرون بالتفاؤل، بينما 52% يشعرون بالتشاؤم).

وفي سؤال عن نظرتهم تجاه قضيتين يمكن اعتبارهما المدخل الرئيسي لوقف العنف الحالي، تبين انقسام الناخبين الاسرائيليين. فقد كان السؤال الاول عن ما اذا كانت المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة تحسن او تضر او لا تؤدي الى اية اختلافات بالنسبة للامن الاسرائيلي، وذكر 33% من الناخبين الاسرائيلين انها تزيد من فرص السلام. بينما ذكر 37% منهم انها تضر بفرص السلام.

واخيرا وفي سؤال حول ما اذا كانت القوة التي تستخدمها اسرائيل ردا على الانتفاضة الفلسطينية هي «القوة المناسبة او ليست كافية او مبالغ فيها»، اظهر الناخب الاسرائيلي دعمه للمنطلق الحالي للقوات المسلحة (يتميز بالمبالغة وعدم التكافؤ كما وصفته وزارة الخارجية الاميركية)، فقد ذكر 27.5% من اليهود انها القوة المناسبة، بينما ذكر 54.5 انها غير كافية.

ان فترات النزاع الطويلة زادت من المسافة بين الاسرائيليين والفلسطينيين. هذه الفترات المأسوية ادت الى وقوع ضحايا عديدين بين الفلسطينيين وتسببت في معاناة كبيرة للفلسطينيين. وكما كشف الاستطلاع، فقد اثرت على المجتمع الاسرائيلي ايضا، ووحدت معارضة العرب الاسرائيليين لسياسات الحكومة، وخلقت استياء بين اليهود الاسرائيليين. ولكن العنف لم يحرك الموقف نحو استعادة القضايا الرئيسية التي تمثل جوهر الصراع.

* رئيس المعهد العربي ـ الأميركي