لكي يلعب الفن دوره الجميل في حياتنا

TT

الفن في السعودية يحتاج إلى الكثير من الجهود المنهجية لتعميق الاعتراف به والإيمان بدوره في تربية الوجدان وسمو النفس ورقي الإنسان، كما يحتاج إلى تغيير النظرة الخاطئة تجاهه المشوبة بالتحفظات من قبل البعض الذي ينظر إلى الفن باعتباره لهوا وترفا وأمرا هامشيا، فنحن في حاجة ملحة إلى أن يلعب الفن دوره في حياتنا الاجتماعية أسوة بغيرنا من الأمم.

لذا فقد أسعدني اختيار الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين رئيسا لمجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون في السعودية، فهذا الرجل الذي قدم البحث الأفضل في مسألة الإرهاب ووسائل مكافحته من خلال كتابه الرائع «نحو استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب»، والذي يعد واحدا من أهم الكتب في المكتبة السعودية في مجال يتسم بالتعقيد والغموض، ربما يكون بفكره الخلاق الرجل المناسب لقيادة الجمعية وتفعيل أهدافها التي تعثرنا طويلا في تحقيقها.

وقد يتساءل قارئ لماذا أهتم هنا بنصف عنوان الجمعية فأتحدث عن الفنون وأغض الطرف عن الثقافة؟ ولهذا القارئ لا بد أن أقول: أنه رغم إدراكي للتداخلات بين الفن والثقافة إلا أنني أشعر بأن الزج بمصطلح الثقافة في اسم الجمعية عند تأسيسها قبل أكثر من ثلاثين سنة قد جاء تبريريا في حينه لتمرير اهتمامنا بالفنون، وقد أسهم هذا الزج كثيرا في تشتيت الجهود حينما نحت الجمعية منحى الأندية الأدبية، من حيث الاهتمام بالشعر والقصة والنقد، على حساب الفنون، كالمسرح والتشكيل والتصوير، فتداخلت الاختصاصات واختلطت الأدوار، ولعله قد آن الأوان لأن تعيد الجمعية النظر في مسماها وحقول اهتمامها، فيصبح اسمها جمعية الفنون ويقتصر دورها على رعاية الفنون بمختلف ألوانها، وتلك قد تكون خطوة هامة تعكس تقديرنا للفن واستحقاقه لأن تضطلع بمسؤوليته جهة اختصاص لا تنشغل بغيره.

وثقتي كبيرة في أن يلتف الفنانون في حقول الفن المختلفة حول مجلس إدارة جمعيتهم الجديد، وأن يردموا الهوة التي اتسعت في الماضي بينهم وبين الجمعية وفعالياتها، فالتأسيس لخلق رسالة فنية سامية ومؤثرة يحتاج إلى توحيد الجهود في عمل مؤسساتي له منهجه وفلسفته ورؤاه.. فالأثر الإيجابي الذي يحدثه الفن في سيكولوجية المجتمع يوجب علينا مسؤولية دعمه والنهوض به.. فهل نفعل؟

[email protected]