ما لا تفعله الكلاب وغيرها!

TT

فجأة اكتشفت أن في بيتنا قطا سياميا ليس هذا هو المهم. ولكن المهم ان هذا القط قد قرر دون علم منا أن يعيش حياة خاصة..هذه الحياة هي رواسب ألوف السنين..

فقد عاش أجداده في هدوء تام..عاشوا مدللين..ومنعمين أيضا..وتوارثوا أسلوبا في الحياة لا نعرفه. فهذا القط لا يأكل أي طعام. ولا يشرب في أي وقت. ولا ينام على هوانا!! فالذي يأكله في الصباح لا يأكله مرة أخرى في الغداء..فاللبن الذي تحبه القطط، لا يمسه هو والبيض والسمك. ولا توجد وسيلة لإقناعه بأن يأكل هذا أو ذاك.. فمن ضمن أساليب الاقناع ان نضع له الطعام ولا نقدم له غيره..فإذا جاع أكله فالجوع كافر بأي قاعدة أو اسلوب متوارث..ولكن هذا النوع من القطط قد ورث أسلوبا آخر هو الثبات على الرأي حتى الموت!

ولأنه قط، فهو يتصرف كأي قط آخر..يطارد الحشرات والطيور، ويترك أشهى الطعام ليجري وراء صرصار أو ورقة شجر أو سلك تليفون..

واذا نحن اندهشنا لذلك كانت دهشتنا في غير محلها..لأنه قط..ولأن أجداده كانوا من النمور المتوحشين الصيادين..ولأنه أصبح أليفا منذ عهد قريب..ولكن الغريزة في مكانها..وأسلحتها هي عيناه وأذناه وأظافره..

ولأنه قط فلا بد من أن يقوم بالرياضة اليومية المفضلة وهي أن «يتمطع» ويشد رجليه وجسمه. ولا يتمكن من ذلك الا اذا غرس أظافره في المقاعد والستائر..ولما كان هذا يحدث يوميا. فان عمليات التدمير والتقطيع تقع كل يوم وبانتظام وبإصرار..فاذا قصصنا له أظافره لجأ الى أساليب أخرى في ممارسة هذه الرياضة الصباحية..

فاذا مرض، كان لا بد له من علاج وهذا العلاج عند طبيب بيطري..والقطط ككل الكائنات الحية لا بد من دواء: حبوب ومشروبات وحقن..

ولكن لماذا كل هذا! لماذا له كل هذه الحقوق علينا؟ ولا بد أن هذه أسئلة يوجهها أيضا كل أب لأطفاله..لماذا لهم كل هذه الحقوق وعلينا كل هذه الواجبات..

والجواب الوحيد هو: أننا نحن الذين أتينا بهذا القط..وفي ذلك تعهد مكتوب بأن نعنى به مقابل أن يعيش بيننا..وليس من الانسانية ولا الرحمة أن نلقي به في الطريق..بالقط أو بالأولاد أيضا..وكثير ما سمع الآباء من أبنائهم: وهل نحن الذين طلبنا اليكم ان تأتوا بنا؟

والسؤال وجيه وسليم..ولكن الآباء يضيقون به..لا لأنه صحيح..ولكن لأن طريقة الأبناء في توجيه هذا السؤال فيها الكثير من الاستفزاز والعقوق..

وهذا ما لا يفعله القط والكلب في أي بيت!