وكانت القصيدة بديعة فاعتذرنا له!

TT

فجأة شعرت مع فنان الكاريكاتير رمسيس اننا عاجزان عن الحركة. انا قد مشيت كثيرا ابحث عن كتب جديدة للاطفال. كتب لم اسمع بها. وكثيرون ايضا. ورمسيس تعثر فوقع. ووقفنا معا في حاجة الى مساعدة. ولم نجد إلا د. عصام شلتوت استاذ الطب النووي بجامعة برلين. جاءنا بسيارته اخذنا الى العيادة. وحقنة هنا وحقنة هناك. وكدنا نطير ولا نشعر بأجسامنا. حاجة جميلة.. وأسرفنا على انفسنا في المشي والقفز كأننا غزلان. وفجأة بدأت أشعر بتنميل في ساقي. وتحولت حركة الغزال الى حركة فيل.. ثم الى حركة تمساح ثم ثعبان وكدت ازحف على بطني.. فقدماي لا تقويان على حملي.. أين أنت يا دكتور؟!

حتى فزورة ابو الهول التاريخية لا تنطبق علينا. فالفزورة تقول: ما هو الحيوان الذي يمشي على أربع ثم على اثنين ثم على ثلاثة. والجواب: الانسان.. يحبو على يديه ورجليه.. ثم يمشي على ساقين. واخيرا يمشي يتوكأ على العصا.. أما حالنا فقد كان غير ذلك تماما.. لقد احسسنا اننا في حاجة الى من يسحلنا اي يجرجرنا على الارض وراءه!

لم نجد د. عصام شلتوت. بعض المصريين نصحونا بأن نتصل بالدكتور فريد ابو قورة استاذ العظام في المستشفى الحكومي. اتصلنا. قال في التليفون: عليكم بحبوب كذا وكذا.. وعليكم ايضا بحقن كذا وكذا.. وتحمس رسام الكاريكاتير رمسيس الى ان يقوم هو بشراء هذه الادوية فالحاجة ماسة اليها. وغاب وعاد. سعيدا. ومع كوب من الماء تناولنا العقاقير المهدئة للأعصاب المنشطة للعضلات. وجلسنا ننتظر. وكان هو اول من صرخ: بطنى.. مغص.. اعراض حمل.. يا نهار اسود الحقوني.. الحقوني!

لقد ابتلعنا حبوبا مسهلة. والحبوب كانت لزميل لنا. غلطتنا. ونحن الان في قلب استاد كرة القدم. والمسافة شاسعة بين اي مكان ودورة المياه ـ ونحن غير قادرين على الحركة..

وجاءت عربة الاسعاف. واصروا على سؤالنا: كيف تناولنا الحبوب الغلط. ومن الذي فعلها وان كنا نتهم احدا..

واتهمت الفنان رمسيس فحجزوه. وتمكنت من دخول دورة المياه. وجاء البوليس يسأل عن متهم.. اي عن الذي ارتكب هذه الغلطة ولم نجد احدا نتهمه. وانما اتهمنا انفسنا. ولكن البوليس اكد لنا ان هذه هي الحادثة الخامسة في ثلاثة ايام. ولابد من معرفة هذا المجرم. وكان لنا صديق يمني يضايقنا كثيرا فهو شاعر وشعره سخيف جدا فأمسكوه يومين حتى يجدوا من يترجم له اللغة الألمانية!

أما القصيدة التي نظمها ضدنا فكانت بديعة فاعتذرنا له!