هل آن الأوان لنشوء سينما خليجية؟

TT

أتيحت لي قبل أيام فرصة مشاهدة «كيف الحال» أول فيلم سعودي في إحدى العواصم العربية، ومن منظور انه الفيلم السعودي الأول لا بد من الإشادة بمستوى الفيلم أداء وتصويرا وإخراجا.. وكنت أتخيل أن مشاهدي الفيلم في ذلك العرض هم من السعوديين أو الخليجيين بصورة عامة، ولكنني لمحت حضورا عربيا ارتفعت تعليقاته بعد انتهاء العرض إشادة وإعجابا.

صحيح أن الحبكة الروائية في الفيلم وقفت من صراع الأفكار والمواقف عند الجزء الطافي من جبل الجليد، ولم تتعمق أكثر في أبعاد الصراع، مكتفية بتقديم مظاهره داخل أسرة مكونة من أب ثري منفتح التفكير، وأم عادية تقف في دور «المتفرج» من الأحداث، وجد مرح صقلته التجارب، وابن متشدد، وابنة تتخرج من الجامعة فيحاصرها الخطاب، وأبرزهم صديق أخيها معلم المدرســة الابتـدائية الذي يوصي طلابه الصغار بضـرورة الإنكار على أسرهم، وابن عـم يهتم بالفنـون ويحلم بأن يكون مخـرجا، وتحظى ابنـة عمه بمســاحة من اهتمــامه، ويحتدم الصراع بين الابن المتشــدد من ناحية وبين الأسرة، خاصة اختــه وابن عمــه، وإن كان الأمر ينتـهي نهايـة سعيــدة أســوة بالنهايات التقليــدية للأفلام المصرية في حقبـتي الأربعينـات والخمسينات من القرن الماضي.

وقد لعب الممثل خالد سامي دور الجد واستطاع أن ينتزع الابتسامة من الجمهور بقدر كبير من الاقتدار، كما كشف عن إمكانات فنية كبيرة يمكن أن تسهم بندية في السينما العربية، وبصورة عامة فقد استطاع المخرج أن يقود فريق التمثيل للأداء الأفضل، رغم أن بعضهم يقف أمام الكاميرا لأول مرة.

إن الانطباع الذي خرجت به من هذا الفيلم يتمثل في إمكانية قيام سينما خليجية أخلاقية وجادة، تهتم بمشكلات المجتمع الخليجي ومعالجة أوضاعه، بدلا من البقاء إزاء هذا الفن على مقاعد المتفرجين، رغم تعلق الشباب الخليجي بهذا الفن ومتابعة نتاجه العربي والعالمي.

وخروج المجتمع الخليجي من دائرة المستهلك والمستورد لهذا الفن العظيم إلى دائرة المشارك والمنتج سيمكنه من صناعة سينما تحمل هويته وتعالج قضاياه وتصور طموحاته، آملا في أن يكون هذا الفيلم الجميل «كيف الحال» مجرد بداية فقط.

[email protected]