كان يا ما كان! (2)

TT

حاولت امريكا ان تسرق مهرجان «كان» من اصحابه.. واذا كانت فرنسا قد اعدت افتتاحا باذخا فان الامريكان ـ شركة فوكس ـ حاولوا ان يسرقوا الكاميرا من فرنسا.. الفرنسيون حولوا قاعة «الامباسادور» بقصر المهرجانات الى صالة ملهى «مولان روج» الشهير وقدموا الطعام الى 800 مدعو التهموا اكواما من الاستاكوزا وآلافا من زجاجات الشمبانيا.. وقام باعداد العشاء الباذخ «برونوا أوجي» الطباخ الاول لعام 2000 وساعده 50 طباخا اختيروا بدقة من امهر واشهر الطباخين الفرنسيين.

و«مولان روج» هو الملهى الذي تدور فيه احداث الفيلم الذي يحمل نفس العنوان، والقصة تشبه قصة «غادة الكاميليا» التي كتبها الكسندر دوما، وهي القصة التي كانت محورا لعشرات الافلام الاجنبية والعربية.. وهي قصة الفتاة الفقيرة التي تحب شابا من اسرة عريقة فترفضها الاسرة وتموت بمرض السل.

اما الامريكان فقد اقاموا احتفالهم ـ الذي حضرته ـ على شاطئ البحر واستعادوا بواحد من اشهر مصممي الحفلات في «مونت كارلو» فرانسيس ماركديه الذي استوحى ديكوراته ايضا من الملهى الليلي الشهير.. واحضرت شركة «فوكس» واحدا من اكبر «الدي جي» ليقدم اغاني «المولان روج» لصوت مادونا والتون جون ودافيد بوي.. ثم زادت فوكس على ذلك بتوزيع حقائب الماكياج والاكسسوارات على المدعوين.. ولم احصل على واحدة.

كان هذا حديث الافتتاح.. والصراع الذي دار بين الفرنسيين والامريكان وايهما يكسب المعركة أو يسرق الكاميرا بلغة السينما.. واعتقد مما شاهدت ان الفرنسيين ركزوا على المثل الذي يقول «اطعم الفم تستحي العين».. اما الامريكان فقد ركزوا على إبهار العين دون المرور على الفم او المعدة.

الصراع بين الافلام المعروضة، كما يقول النقاد، قد ينتهي الى فيلمين فقط.. احدهما «شيرك» وهو فيلم مستمد من التراث الشعبي ويقوم ببطولته الممثل الاسمر ايدي ميرفي والنجمة الفاتنة كاميرون دياز. واهمية الفيلم فنيا تعود الى المزج بين البطل الحي والبطل المصنع أو الذي يصنعه فن «الجرافيك» وهو يدور حول مسخ يسخر من الناس ولكنه طيب القلب، وهو فيلم فنتازيا مرح بحكم لون البطل الكوميدي ايدي ميرفي.. والفيلم الثاني فيلم جنسي فاضح يدافع عن علاقة الحب السحاقي بين امرأتين! هذا ما قرأته في منشورات المهرجانات، ولكني لم اشاهد الفيلمين.. وكأنني ذهبت الى «كان» في دور الشاهد اللي ما شفش حاجة!