هذا العالم الثالث

TT

اصبح نشل الجيوب وتسليب المارة مشكلة عالمية كما توضح اللوحات القائلة «احذر من النشالين» التي اصبحنا نجدها في المعابد دون ان نعرف ما اذا كانوا يقصدون بذلك الكهان ام المتعبدين. تحاول الشرطة الاندونيسية الآن معالجة المشكلة بحل جذري كما ذكرت «الاندونيسيان اوبزرفر» في الثالث من اغسطس الماضي، حيث كتبت تقول: «تحدث المأمور الهريد شيهان الى الصحافيين قائلا: «يرجى عدم اساءة فهمنا. فخطتنا ترمي كليا للصالح العام. من الآن وصاعدا، سيقف رماة شرطة مدربون على استعمال البنادق الاتوماتية السريعة فوق سطوح البنايات في 24 منطقة تجارية طوال الليل والنهار مزودون بتعليمات لاطلاق النار على المجرمين فورا. ولكن لا داعي للقلق، لأن هؤلاء الرجال سيكونون هناك فقط لغرس الثقة في نفوس الاجانب في المدينة بحيث يشعرون بالامان فيأتي المستثمرون لاستثمار اموالهم عندنا».

كان شيهان يتكلم باسم السلطات فشرح الاسباب الداعية لهذا القرار قائلا: «لا بد من القيام بشيء ما للحد من وقائع النشل وسوء السلوك. وهذا هو فعلنا القوي والصارم. نعم نحن واثقون تماما بأن هؤلاء الرماة المدربين سيستطيعون معرفة اللصوص والنشالين وقتلهم دون الوقوع بأي خطأ. حقا انهم بعيدون جدا ولكنهم مزودون بمناظير قوية وتلفونات جوالة تصونهم من ارتكاب الخطأ او الاضطراب. سيخضعون لانظمة وتعليمات دقيقة للحيلولة دون شروعهم باطلاق النار على الجمهور عشوائيا. فالوقوع بقتولات خاطئة سيضاعف المشكلة.

سنضمن ايضا عدم استطاعة العصابات المسلحة استئجارهم لقتل منافسيهم والثأر من بعضهم البعض.

خطر لنا ان بعض زعماء العصابات قد يستخدمونهم للانتقام من خصومهم. ولكن هذا بالطبع غير جائز فعلى السلطة ان تلتزم بالحياد في مثل هذه الامور».

كل شيء من اجل السياح الاجانب في هذه الايام، حتى في فيتنام الشيوعية، كما جاء في صحيفة فيتنام «انفزتمنت» في 31 يوليو الماضي:

«اصطحب ديفد كونغ، صاحب مقبرة نرفانا بارك التذكارية الصحافيين الى المقبرة قائلا: «اننا نحاول التخلص من الصورة الكريهة للموت بتحويل المقبرة الى منتزه سياحي حديث لاستمتاع الاطفال والسياح. ما الضرر في ذلك؟ القطعة الرئيسية فيها تمثال عريض يبلغ ارتفاعه نحو 300 متر، اي بارتفاع برج ايفل بباريس. وهو مكيف الهواء. وتجري طقوس التشييع في داخله. وهي رائعة حقا. يرى المشيعون تمثال بوذا يرتفع من بين الدخان واشعة الليزر الملونة فيما تعزف آلات السنشايزر الموسيقى الحدادية اثناء جمع رماد الميت. وهناك مرطبات ومأكولات جاهزة طوال اليوم باسعار متهاودة. يتدفق السكان المحليون بالاضافة للسياح بحافلات مزدحمة بهم اسبوعا بعد اسبوع لمجرد التفرج على تشييع الموتى وحرقهم واحيانا للاستفادة من خدمات التدليك والمساج المتوفرة في محل وقوف الحافلات. والمؤمل الآن ان تصبح هذه المراكز الحدادية من الاماكن السياحية المهمة في ملاييزيا. ويقف وكلاء الحجز والسياحة على اهبة الاستعداد للاجابة على استفسارات الزوار والسياح وتوفير كل وسائل الراحة لهم وحجز الاماكن المناسبة لكل منهم».