جدلية جديدة: الإسلاميون يشفون مرضى الإيدز

TT

الشاليهات و«الاستراحات» المنتشرة في منطقتنا من الإعجاز، لأن القرآن الكريم تنبأ بوجودها قبل أكثر من 14 قرنا «ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم»، حيث لم يكن للعرب في العهد النبوي إلا البيوت التي يسكنونها!! هذه في تقديري واحدة من الاجتهادات غير الموفقة لبعض المتحمسين والمتعجلين جاء المؤتمر الثامن للإعجاز العلمي في القرآن والسنة ـ تحت رعاية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية، والذي شرفت بحضور جلساته الأسبوع الماضي ـ ليضبطها ويضع لها الحدود العلمية والقيود البحثية، هذه «الانفلاتات» وليس الفلتات صرنا نلاحظها حين يأتي الحديث عن موضوع الإعجاز العلمي لتعطي تفسيرات وتحليلات غريبة جدا، تصل إلى حد تعريض النصوص الشرعية لمناوشات كلامية كان المفروض تنزيهها عنه، كالذي كلف نفسه عناء إثبات نبوءة القرآن بأحداث الحادي عشر من سبتمبر من خلال عملية حسابية غريبة، تقوم على أرقام سور وأرقام آيات فهموا من مؤشراتها ودلالاتها ما يرونه تنبؤا بهذه الأحداث، أو كالذي حاول أن يثبت من قصة ي عقوب عليه السلام الذي كف بصره بسبب حزنه على ابنه يوسف عليه السلام «فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا»، أن في عرق الإنسان الملتصق بثوبه من العناصر الكيمائية، ما يمكن أن يستخلص منه عقار يجعل الأعمى يرتد بصيرا.

مثل هذه التفاسير المتكلفة والمتعجلة والتي لم تسندها أبحاث مخبرية جادة، هي التي لمح إليها من طرف خفي الدكتور عبد الله المصلح الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، والتي تشرف عليها رابطة العالم الإسلامي حين ذكر في كلمته للمؤتمر أن هيئة الإعجاز ألزمت نفسها في تلقي البحوث تجاوز الفرضية والنظرية إلى مرحلة الحقيقة العلمية ووجود الدلالة الظاهرة على تلك الحقيقة في الكتاب وصحيح السنة، وكذا الربط بين الحقيقة العلمية ودلالة النص بأسلوب ميسر بعيدا عن التكلف، كما في الأمثلة التي سقتها في صدر مقالتي.

وكما أساء المتعجلون والمتحمسون الذين لم ينضبطوا بالضوابط العلمية المقررة في مسألة الإعجاز فهناك أيضا من تطرف في موقفه من الإعجاز العلمي، وشكك فيه جملة وتفصيلا، بل ان بعضهم اعتبر موضوع الإعجاز عملا «صحويا» سيسه الإسلاميون حينا واستخدموه في المعركة الإيديولوجية مع التيارات المنافسة أحيانا، مع أن النصوص في عدد من موضوعات الإعجاز العلمي صريحة الدلالة تسندها حقائق علمية ثابتة لا تقبل الجدل، مثل إشارة القرآن إلى مراحل تخلق الجنين، وأن الجبال أوتاد للأرض، وأن الإنسان يضيق به صدره وتنفسه، كلما صعد في الفضاء، وإرسال الرياح لواقح، ومرج البحرين المالح والعذب حين بلتقيان والبرزخ الذي بينهما، وظلمات البحر اللجي الموجودة في أعماق البحار والأمواج التي يغشى بعضها بعضا في هذه الأعماق الكالحة السواد... إلخ.

اللافت في مؤتمر الكويت للإعجاز العلمي، أنه فجر قنبلة علمية من العيار الثقيل، فقد أعلن البروفيسور حسني الجوشعي وهو إسلامي يمني ونائب مدير مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا عن عقار يشفي مرض الإيدز مستخلص من عشب ورد ذكره في الحديث النبوي (رفض د. حسني إعلامي باسم العشبة والحديث الذي أوردها لحين الإعلان عن العقار رسميا)، وقد ذكر الباحث أنه تم تجريب العقار على 28 مريضا بالإيدز على مرحلتين فشفي منهم 25 شخصا، وذكر لي أنهم يستهدفون في المرحلة الحالية شفاء 300 مريض قبل أخذ براءة الاختراع وتسويقه على شكل كبسولات، إن ثبت نجاح هذا العقار فسيكون معلما بارزا في مسيرة الإعجاز العلمي فقد تعودنا من المختصين في الإعجاز البحث في نصوص القرآن والسنة ما يشير إلى الاكتشافات المعاصرة، لكننا هذه المرة وفي موضوع الإيدز انتقل الإعجاز إلى موقع المبادرة بتقديم الإعجاز لحل ما استعصى على علماء العالم علاجه. اعتبر أن هذه مغامرة لو نجحت فستكون مكاسبها كبيرة للهيئة العالمية للإعجاز العلمي ولنشاطاتها ومصداقيتها، والعكس صحيح.

[email protected]