تسلمت هذه الرسالة الواعية من القارئة الكريمة فضيلة العطائي، تتحدى ما قلته عن حق المرأة المتنورة في اجهاض الجنين الحامل به، إذا تبين للطبيب عند الكشف انه يحمل جينات طائفية أو عنصرية. تقول كيف يمكن للطائفية ان تكون لها جينات؟
يا سيدتي الفاضلة فضيلة، لم اقل هذا الكلام بدون تمعن أو تفكير. انظري حولك كما فعلت انا ونظرت حولي. وهو ما افعله دائما في هذه الأيام منذ ان تولى جورج بوش رئاسة امريكا. نظرت حولي فلم استطع ان اجد أي مبرر عقلاني او منطقي او علمي للوقوع في الطائفية والترويج لها. الاشتراكيون يقولون ان العامل الاقتصادي هو المحرك وراء كل شيء. ولكنني لم استطع أن أجد أي منفعة اقتصادية من وراء الطائفية. فهي بجلاء تسبب خراب البلد، وبالتالي تؤدي في الأخير الى افتقار الافراد. يعتقد آخرون أن الدين وراءها. فتشت عن ذلك فإذا بالدين، بل كل الاديان تنهى عنها وتكفر أصحابها.
كنا نؤمن بما قاله غاندي. إذا رأيت سمكة تتحرك في البحر فاعرف أن يدا انجليزية قد حركتها . نظرت الى ما يجري في البصرة حيث تتواجد الأيادي الانجليزية الآن، وإذا بهم لا يعانون من شيء اكثر من انتشار الطائفية في منطقتهم. لم يعد بإمكاني الاعتقاد بأن الانجليز هم الذين حركوها، كما كنا نعتقد بالأمس.
وهكذا يا سيدتي الفاضلة فضيلة، لم يبق في يدي ما يفسر قيام الطائفية في ايامنا هذه بغير الرجوع الى عامل الجينات. هناك بعض الأولاد يولدون وفي دمائهم تجري جينات طائفية تماما مثل جينات الصلع المبكر، وجينات التعرض للسل، وجينات الهستيريا والشزوفرينيا. وكل جين يؤمن بطائفيته الخاصة، هناك جينات شيعية وجينات سنية وجينات اسماعيلية. هناك ايضا جينات بروتستانية وجينات كاثوليكية وجينات كلدانية. ولكل واحد من هذه الجينات طقوسه وطريقته في العبادة.
هذا موضوع يتطلب من الأطباء العرب القيام بتجارب وابحاث للقضاء على هذه الجينات اللعينة. اتركوا موضوع السرطان وتشمع الكبد وقرحة المعدة والامعاء للأوربيين. هذه مواضيع ترف تهمهم. ما يعنينا أمره هو مرض الطائفية. وهو الموضوع الذي تطرقت اليه في مقالتي السابقة. على الاطباء مهمة اكتشاف هذه الجينات الطائفية والعنصرية في الأجنة في اول مراحل اشهر الحمل واعطاء المرأة حق اجهاض الجنين المبتلى بها.
هناك ميل في بعض الدول الآن لإلزام المقبلين على الزواج بأجراء فحص طبي بخلوهما من الامراض التناسلية والعلل الخطيرة. ولا اعتقد ان هناك مرضا خطيرا اخطر من مرض الطائفية والعنصرية. وهذا يتطلب من المقبلين على زواج ان يجروا فحصا دقيقا بخلوهما منه. على كل رجل وكل امرأة ان تبرز للمأذون شهادة طبية مصدقة بذلك.
وبالمناسبة، انت صومالية. لماذا يعنيك هذا الأمر؟ انه يتعلق بمن عندهم نفط وطوائف. وانتم في الصومال لا نفط عندكم ولا طوائف. انتم تتقاتلون لله بالله.