أيهما أغلى الزوجة أم السيارة؟!

TT

سمعت أنهم في الحجاز قديماً ـ خصوصاً في مكة وجدة والطائف ـ، عندما تكون وقفة عرفة في أول يوم من أيام الحج، فإن ذلك اليوم بطوله من صباحه حتى مسائه، يكون ملكاً للنساء ـ بمعنى أنه تخلو شوارع وطرقات البلدة من أي رجل ـ فالرجال الذين تخلفوا عن الحج يختفون داخل البيوت، والويل كل الويل لأي رجل يشاهدنه خارجاً من منزله، لأنه في هذه الحالة من الممكن أن يضرب ـ أو باللهجة الدارجة (يأكل علقة) منهن ـ وهن يأخذن في ذلك اليوم راحتهن (على الآخر)، ويطبلن وينشدن: يا قيس يا قيس الناس حجوا وأنت جالس بيننا كما التيس.. وليس للرجال في ذلك اليوم من حيلة سوى (البصبصة) من الشبابيك.

والغريب أن بلدة في جنوب أسبانيا تدعى (توريدوجيمنو)، قد خصصت كذلك يوما كاملا في كل أسبوع للنساء، وهذا اليوم هو يوم الخميس، فهن يخرجن فيه للاستمتاع بوقتهن في الهواء الطلق بعيداً عن روائح المطابخ، في الوقت الذي يقبع فيه الرجال في المنازل، يؤدون فيه كل ما تفعله المرأة عادة في المنزل من كنس وغسيل وعناية بالأطفال.

وقد حدد للرجال وقت مقتطع يستطيعون أن يخرجوا فيه، وهو من الساعة التاسعة مساءً حتى الثانية فجراً، وقد شكل عمدة البلدة فرق مراقبة من النساء، ومن وجدنه من الرجال في غير ذلك الوقت يوقف، ويغرم غرامة مالية، وان تكرر منه ذلك، يسجن، وتضاعف غرامته.

وإنني أتمنى أن ينتشر ذلك النظام أو التقليد اللطيف في سائر المدن والقرى العربية، وسوف أكون أول المطبقين له، وأول (المنجحرين) بالبيت.

أحياناً بعض الرجال، هداهم الله، تستخسر أن تطلق عليهم مسمّى الرجال، فلا شهامة ولا غيرة ولا حتى خجل، ولكن ماذا نفعل، إذا كان الواقع أحياناً هو كذلك؟!

وإليكم ما فعله ذلك الصنف من الرجال، فهذا أحدهم كان يقود سيارته في حي الكرادة ببغداد، وكانت زوجته بجانبه، وحيث الانفلات الأمني في ذلك الحي ضارب أطنابه، فقد استوقفه مجموعة من اللصوص، وخيروه بين أمرين قائلين: أما زوجتك أو سيارتك؟!، وحيث أن سيارته جديدة وآخر موديل، بعكس زوجته، فقد اختار السيارة، فأنزلوا زوجته وهي تصيح وتشتم به، وتركوه ينطلق بسيارته غير أنهم ندموا على ذلك فانطلقوا بأثره وحصروه في ثاني شارع، وانزلوه وضربوه ضرباَ مبرحاً كسروا فيها ضلوعه، لأنه ليس رجلا، وليس لديه غيرة وقد ضحى بزوجته من اجل سيارته، وتركوه مرمياً على الأرض وأخذوا السيارة، وحيث أنهم لصوص شرفاء أطلقوا زوجته، ولم يمسوها بسوء.

وعندما ذهبت هي إليه في المستشفى لم تذهب لزيارته، وإنما وقفت على رأسه ثم صفعته، وطلبت منه الطلاق.. لا شك أنها (بنت أبوها).

[email protected]