في هذا الكون: أنت ولا حاجة!

TT

أكد لنا علماء الفلك ان الكرة الارضية وما عليها من حضارة انسانية ومعارك من اجل الفلوس والسلطة ليست الا حروبا دامية على ذرة رمل ملقاة في استاد القاهرة، يعني ان الكرة الأرضية بالنسبة لهذا الكون الذي نعرفه هي بهذا الحجم. ونحن بهذا الوزن.. يعني أن نختشي على دمنا ونتواضع لأننا لا نساوي شيئا في هذا الكون.. وانه من الممكن القضاء علينا وبسهولة وفي أي وقت.. أما القضاء علينا فليس أسهل منه.. كأن نقترب من الشمس اكثر فيختفي كل شيء على الأرض وتتبخر المياه من المحيطات والأنهار.. وتصبح الأرض مثل القمر والمريخ كرة من الموت.. مقبرة للانسانية.. وقد جربنا شيئا من ذلك من حوالي أربعين مليون سنة.. عندما سقط على الكرة الأرضية أحد النيازك ـ أي الكتل الحجرية الكبيرة المشتعلة.. فماتت كل الديناصورات وغيرها من الحيوانات الكبرى التي احتلت سطح الأرض حوالي 60 مليون سنة!!

أو تتطوح الكرة الارضية بعيدا عن الشمس فتتجمد فيها المياه والحياة وتصبح الكرة الارضية كرة من الجليد.. وتنتهي كل هذه الروشة الاعلامية والتلوث الهوائي والصوتي والضوئي.. ويجيء الجليد اكفانا على جثث ألوف الملايين من البشر والحيوانات واضعاف أضعافها من النباتات.. ولا تبقى إلا الميكروبات تأكل بعضها بعضا!

وكأننا لا نزال في حاجة الى من يقول لنا: يا أيها التافهون اسكتوا، فقد أشار علماء الفلك الى ان هناك اكوانا اخرى غير هذا الكون الذي نعرفه.. ألوف الاكوان أو ملايين الاكوان..

يعني بمنتهى الاحتقار: بدلا من أن نكون ذرة في استاد القاهرة أصبحنا ذرة ملقاة على جميع الاستادات التي في الدنيا بشرط ان نضع هذه الملاعب الواحد الى جوار الآخر!!

يعني أيه؟ يعني أرجوك بعد قراءة السطور السابقة تدلني من فضلك أين أنت شخصيا من هذه الذرة؟ وأين رئيسك ورئيس رئيسك وأين أساتذتنا وحكماؤنا وعلماؤنا.. وقضايانا في كل هذا الكون الهائل؟ واذا اجبت عن هذا السؤال ـ أقصد جرؤت أو أى أحد غيرك ـ فأرجو أن تكتب الرد وتلقيه في أي صندوق زبالة لأنني لست مستعدا ان اسمع منك كلاما لا معنى له..

فإن كان كلامك مثل كلامي، فقد عرفته مقدما.. ووفر على نفسك الورق والحبر.. فأنا وأنت ندريان بالضبط تفاهة عالمنا ودنيانا من أول ما أقام الانسان بيتا من القش الى ان أقام مدينة تدور حول الارض.. يعنى أيه؟ يعنى: أنت وأنا ونحن ولا حاجة في هذا الكون.. ولا هذا الكون خاصة بين هذه الاكوان التي لا أول لها ولا آخر ولا بداية ولا نهاية!