قمة لمرة واحدة

TT

فلنبسط الأشياء الى اقصى حد ممكن من التبسيط. العالم العربي فريقان، واحد يقول ان «النظام العربي قد فشل». وبالتالي انه هو قد نجح. وبما ان هناك قمما كثيرة لمواضيع كثيرة، دعونا نتفق على قمة يحضرها خبراء من الفريقين. وللفريق القائل بأن الآخر قد فشل الحق الكلي في تحديد عدد الخبراء ونوعيتهم وما يشاء. وفي هذه القمة توضع عناوين واضحة وصريحة ومحددة، اولا، ماذا فعل كل فريق لشعبه، ثانيا ماذا حقق للشعب العربي، ثالثا بماذا ساهم في الصراع العربي الاسرائيلي، رابعا بماذا أضَّر بالعرب وبقضاياهم، خامسا، ماذا حقق من مساهمة، كأمة عربية، لقضايا الأمة الاسلامية.

بكل وضوح. بالارقام لا بالالفاظ. بالاعمال لا بالخطب. بالوثائق المثبتة لا بحكايات المقاهي. بالموازنات لا بالفضائيات ولا بالزعق. يعقد هذا الاجتماع في مقر الجامعة العربية. ولا يسمح بحضوره إلا للذين يؤدون القسم بقول الحق ولا شيء سواه. ويحظر على اي مندوب ان يرمي مسؤولا آخر بالصحون. ويتفق الجميع، على ان هذه الامة تدخل العام السابع من القرن الاول في الالفية الدولية الاولى، ولذا يجب تقديم حساب بيّن واضح معلن وصريح، عن كل شيء. وللفائدة فقط، يحصر الحساب بربع قرن، ويستعان بخبراء من الخارج يعينهم وينتقيهم الفريق المدعي، وله الحق في سن القوانين وفي تحديد الاحكام. وللفريق الآخر، اي «النظام العربي الذي فشل» حق واحد، هو الدفاع عن النفس. وبعدها يحق ايضا للمدعي، ان يصدر الاحكام بنفسه، وان يعلق المشانق للكويت التي فشلت فيما نجح النظام العراقي، وللامارات التي قصَّرت في حق شعبها واهلها، وللسعودية التي اختصرت خمسة قرون على الاقل بقرن من التطور والتقدم والنمو.

اذا كان هذا هو النظام العربي الذي فشل فلا بد ان نعرف انجازات النظام العربي الذي نجح. كيف حرر فلسطين. وماذا قدم للفلسطينيين في الداخل وللشتات الفلسطيني، وكيف وبماذا أثر على القرار السوفياتي ثم القرار الاميركي ثم القرار الاوروبي. ولا بد ان نعرف ماذا قدم كل فريق، الناجح والفاشل، للقضايا الاسلامية وللدول الاسلامية. ومن يعيل عشرات الملايين من المسلمين.

وفي النهاية يجب ان نقبل بأحكام ودفاع الفريق المدعي، من دون الحاجة الى لجنة تحكيم، او اي محكمة دولية. يجب ان نقبل فقط بمطالعة المدعي، شرط ان يقدم الارقام والتواريخ والوثائق. ودائما في صوت هادئ ولغة مؤدبة ومهذبة. ودون حضور الفضائيات، خصوصا اذا كانت في حالة ثيرانية.

من اجل الله. من اجل الامة. من اجل مئات آلاف الشهداء الذين سقطوا في سبيل الوصول الى السلطة والحكم. اعقدوا هذه القمة. وسوف يرضى الجميع بما تصلون اليه من نتائج، وخلاصات. بشرط واحد: القسم على قول الحقيقة. طبعا لمرة واحدة.