نصيحة: هاجروا تصحوا جميعا!

TT

كل مواطن يفكر في الهجرة يتصور أن هناك مشاكل كثيرة ستواجهه في البلاد الجديدة.. وأنه سوف يقضي على هذه الصعوبات.. وهذا هو الأمل وقد نجح من قبله كثيرون. وإذا فشل رغم كل شيء، فإنه سيعود إلى وطنه. وهذه العودة شاقة على نفسه.

ولذلك يجب أن نهون عليه هذا الموقف.. فليس كل من يحاول ينجح.. وليس كل من ينجح سيكون مليونيرا.. فمن الممكن أن يكون المهاجر مجتهداً في بلده، ولا يواتيه الحظ في البلاد الجديدة.. ومن الممكن أن يكون مقهوراً في بلده ويجد فرصا أحسن وظروفا أيسر.. فيكون له النجاح الباهر هناك.. هذا ممكن جداً..

وقد نجح ألوف المصريين في الخارج.. وفشل العشرات.. وحاولوا العودة وعاد منهم كثيرون.. وقد عاد كذلك من أمريكا وأوروبا مئات الألوف من الأوروبيين من الإيطاليين واليونانيين والإسبان..

وفي القرن التاسع عشر رجع إلى أوروبا أكثر من ثلاثة ملايين نسمة كانوا يعيشون في أمريكا.. لأن الحياة لم تعجبهم.. وعاد إلى اليابان كثيرون من أبنائها بعد الحرب العالمية الأولى.. وعاد إلى الصين والهند أيضا..

فالمهاجر إنسان يبحث عن جو أحسن، اقتصادياً وسياسياً وشخصياً.. فإذا لم يجد ما يريد عاد إلى وطنه..

ونحن بلا تقاليد في الهجرة.. ولا تاريخ.. فنحن لن نعرف الهجرة إلا أخيرا جدا.. وليست عندنا كتب أو خطط ولا معلومات كافية عن البلاد التي يهاجر إليها المصريون ولا عن مدى حاجة هذه البلاد إلينا.

ولا شك في ان الظروف الدولية المضطربة، وحالة الحب المرهقة، كانت عقبة تسد موارد الرزق أمام المهاجرين.

شيء واحد يجب ان يكون واضحا لدى كل الراغبين في الهجرة، أن الدولة تريد أن تنظم الهجرة لا أن تمنعها. لأن هذا مستحيل.. فلا توجد طريقة لمواجهة هذه الزيادة الهائلة في عدد المواليد وعدد المتعلمين مع ضيق الارض الزراعية وضيق النفوس بسبب الضغط السكاني، إلا العمل في الخارج أو الهجرة!