أنت تسأل وأنا حر في الإجابة!

TT

سألني مذيع إحدى المحطات العالمية: هذه أسئلة شخصية.. وأنت حر في أن تجيب عنها أو لا تفعل. فأنا أتحدث إلى الشخص والإنسان الذي هو أنت.. دون أن أتعرض لصفاتك الأخرى. قلت: أوافق على هذه الشروط..

سؤال: ما رأيك في تنظيم النسل؟ جواب: أنا لا أوافق عليه.. فكل إنسان حر في أن يكون له ما يشاء من الأطفال.. إنه حر في أن يحمل وزر الأطفال ما دام قد اختار أن يكون زوجا.. فإذا كان الزواج جريمة، فالأطفال أكبر عقوبة.. وكل إنسان حر في أن يختار السجن والعقوبة التي يريدها.

سؤال: ولكن هذا ضد سياسة الدولة.. أو ضد سياسة دول العالم كله؟!

قلت: ضد الدولة؟ فليكن. فهذا رأيي.. ثم أن هناك دولاً تغري الناس بأن يتزوجوا وأن يكون لهم أولاد أكثر.. فهم لا يتزايدون أو يهددون بزحف الأجانب عليهم.. وفي بلادي ينظر الفلاح والعامل إلى أولاده على أنهم «أدوات إنتاج».. مثل الفأس والمنشار.. فالعامل والفلاح يتقاضيان أجراً عالياً.. فالأولاد مصدر رزق.. ولا يزال الفلاح يحزن لموت الجاموسة أكثر مما يحزنه أن يموت ابنه.. فهو قادر على أن يأتي بولد جديد، وليس قادراً على أن يأتي بجاموسة كل تسعة أشهر!!

سؤال: وهل من رأيك تعدد الزوجات؟

جواب: إذا كان من رأيي أن يأتي الإنسان بأي عدد من الأطفال، فلا يهم إن كان ذلك من زوجة واحدة أو أكثر.. إنه حر!

سؤال: ألا ترى إنك تتمسك بمبادئ قديمة بالية.. وأن العالم كله ضد كثرة الأطفال وضد تعدد الزوجات؟ جواب: أنت قلت إنك تسألني بصفتي الشخصية.. هذا هو رأيي الشخصي.. ولكي أكون أكثر وضوحاً فإنني مدين بوجودي إلى عدم تحديد النسل..

سؤال: بصفتك الشخصية أيضاً هل ترى أن الحب شرط الزواج أم أن الزواج هو شرط الحب؟ جواب: لا يهم أن يجيء الحب.. ولا يهم كيف يكون ترتيب الزواج.. فأنت عندما تريد أن تشتري شيئاً.. فليس في كل الأحوال قد قررت أن تشتري هذا الشيء بالذات.. وكذلك الزواج قبل الحب، أو أنه الحب قبل الزواج.. فالرجل عادة يتساءل: كيف تزوج هذه الفتاة بالذات؟! والمرأة تتساءل: كيف أحبت هذا الفتى بالذات؟!

سؤال: هل لديك أقوال أخرى؟ الجواب: طبعاً.. سؤال: هل تريد أن تضيف شيئاً إلى الذي قلت.. أو هل لديك رغبة في تعديله أو العدول عنه؟ جواب: عندي كل ذلك.. فالمعنى الواحد من الممكن.. من الواجب أحيانا أن أقوله بألف شكل.

سؤال: إذن؟ جواب: إذن لو أرسلت لي والدك أو والدتك.. أو رئيسك لكان كلامي مختلفاً.. نفس المعاني ولكن في أوعية لفظية أخرى.

سؤال: أخيراً.. إذن ما هو الحب؟ جواب: هو أن تنشغل بشخص يعجبك! سؤال: والكراهية؟ جواب: أن تنشغل بشخص لا يعجبك.. ولذلك فالحب والكراهية متشابهان.. فكلاهما انشغال بشخص آخر.. ولذلك كان من السهل أن يتحول الحب إلى كراهية والكراهية إلى حب. والمثل الذي يقول: لا محبة إلا بعد عداوة صحيح.. وصحيح أيضاً المثل الذي يقول: ولا عداوة إلا بعد محبة أيضاً!