عبقرية السائق المصري!

TT

صديق دبلوماسي فوجئ بعسكري المرور في لندن يستوقفه وفي غاية الأدب، ويسحب منه رخصة القيادة.. ولم يقل سببا لذلك. وذهب صديقي وعرف انه هو قليل الأدب ـ أدب قيادة السيارة. فهو يعرف كيف يقود السيارة ولكن ليس في أدب. وسأل، فقيل له: إنه عندما يريد أن يدخل في أحد الشوارع فإنه لا يضيء مصباح الإشارة قبل أن يدخل بوقت كاف، حتى لا يربك من يسير وراءه!

المعنى: أنه يقود السيارة، ويعرف القواعد والأصول.. ولكن المطلوب هو القليل من الأدب!

ويبدو أنها إحدى صفات السائق المصري.. وأذكر أن أمريكيا قال لي: إن السائق المصري عبقري، إذ كيف ينطلق في الشوارع وينحرف يمينا وشمالا ويدخل في الممنوع، ثم أن حادثا واحدا لم يقع.. هذه براعة من كل السائقين. إن حركة المرور في القاهرة إذا نظرت إليها من طائرة تخيل إليك أنها مجموعة من الأفاعي تزحف وتلتوي وتتداخل ولا تقع أية حوادث؟!

ومعه حق. وأذكر أنني كنت في أوسلو لنشهد الاحتفال بمنح الرئيس السادات جائزة نوبل مع مناحم بيجين، وركبنا سيارة دبلوماسي مصري يعمل في السويد، وفوجئنا بمن يقف ويدق زجاج النافذة ويقول لنا: هنا النرويج وليست السويد!

يعني أن النرويج هي بلد الانضباط وليست كالسويد، التي يتهمها بأنها ليس فيها انضباط. أما السبب فهو أن سيارتنا وقفت على الخطوط البيضاء المخصصة للمشاة!

قال لي الصديق ممدوح سالم، رئيس وزراء مصر الأسبق، إن وفدا أمريكيا جاء لينظم المرور في القاهرة، وتصادف أن الوفد جاء في (عيد المرور).. ونزل بهم ممدوح سالم إلى الشوارع.. وظهرت البهجة على وجوههم. وسألهم فقالوا: إنها فكرة جميلة حقا أن يكون (عيد المرور) هو يوم إجازة من كل قواعد المرور، يجب أن نفعل مثلكم!

وليس هذا نقدا للسائقين في مصر، ولكنه حقد عليهم. فقد كنت أقود سيارتي سنوات طويلة، وارتكبت عدة حوادث تحطمت فيها أكثر من سيارة. مرة عندما اصطدمت بالمترو.. ومرة كاد يموت فيها الأساتذة كامل الشناوي ويحيى حقي وفكري أباظة عندما اصطدمت بالترام.. والسبب هو أنني كثير (السرحان).. واليوم بدلا من السرحان فإنني أركز انتباهي على سائقي الذي هو مصري صميم!

يعني إيه؟ أرجو أن تقرأ المقال من أوله!