معادلة انقسام الرغيف !

TT

قابيل هابيل قصتنا الأزلية.. يجمعنا ويفرقنا الخبز حتى نعود إلى رشدنا، ونعرف أن الخبز يقبل القسمة على اثنين..!

تحاصرنا الأبجدية.. لا وقت للشعر، لا وقت للبحر. العصافير تسبقنا والفراشات أيضا.. نطير إلى نقطة الصفر، نحفر في الصخر عنوان أجدادنا الطيبين، نرسم في الماء صورتنا، ونهدي إلى الشجر المستباح فؤوسا بدائية الصنع، وحشية الطبع. ترحل الآن أحلامنا قطعة.. قطعة.. تتعرى من الحلم في حفلة صاخبة..! ويأتي المعزون يلتحفون سوادا.. ويقتسمون حدادا ويفترسون العيون الأليفة.

ليس للميتين من الحق شيء سوى الصمت في الأبدية. لا للزمان زمان.. ولا للمكان مكان. مهمتنا لم تعد صالحة..!

كان حلما ثقيلا.. ولكننا الآن في حفلة من بهاء جميل..! الفراشات عادت ملونة مثل قوس قزح..! والقلوب طمأنينة، انه يوم يشهد اعتدال الأمزجة..! وصفاء النفوس..! بطاريات قلوبنا لم تعد فارغة..! والأطفال يثيرون الفوضى الخلاقة مثل اوركسترا تجيد عزف الفرح بدون ملل..!

كان يوما طويلا بالأمل بعد الألم..! وبالرخاء بعد الشدة... وبالفرح بعد شعور بضيق بالتنفس ونقص حاد بالأكسجين..!

هل لديك تعريف للوقت..! هل تدرك معنى الزمن..! صاح بي صاحبي قلت رويدا.. زماننا فضاء... الزمان محايد لا يعرف التعصب..!

ليس للزمان علاقة بالفرح والحزن..! الزمان فراغ ونحن الذين نملأه إما بالبكاء على اللبن المسكوب وتحويل لحظات هذا الزمان إلى حائط مبكى، أو بالانضمام إلى حالة الفرح الكونية الكبرى التي لا تحدها حدود، لا مكان فيها للسأم والإحباط والانكسارات..!

الزمان محايد..! نحن الذين نصنعه بالأحداث. نحن الذين نختار انقباض القلوب وضيق الصدور فيتحول الزمن إلى نقمة..! أو نملأه بالحبور والفرح فيتحول إلى نعمة.

قصة قابيل وهابيل ليست قدرا محتوما علينا..! المهم أن ندرك أن رغيف الخبز يمكن أن ينقسم إلى اثنين..! وأن تعريف الزمن وهم..! إن الزمن هو نحن..! حين نحزن أو نفرح. وهو ما قبل أو ما بعد هذه اللحظة الحزينة أو الجميلة ولا شيء غير ذلك..!