منتهى الجلال والجمال!

TT

هل لأن الوقت كان كثيرا وطويلا ولا نعرف كيف نملأه؟

هل لأننا عشاق الصوت الجميل.. صوت أم كلثوم وعبد الوهاب.. وصوت عوالم وراقصات شارع محمد علي.. هل لهذه المشاعر العميقة بالجمال كنا نلاحق أصحاب الأصوات الجميلة: الشيوخ محمد رفعت وعلي محمود والحصري ومصطفى إسماعيل وعبد الباسط عبد الصمد والشعشاعي وشعيشع.. لم أكن وحدي وإنما كان معي من يتذوقون التلاوة ويملكون شرح الجمال في الأداء.. أما الفرق بين محمد رفعت ومصطفى إسماعيل: أن الشيخ مصطفى يقرأ على القاعدة. أما الشيخ رفعت فيجعلك تشعر بجلال القرآن وعظمة المعاني.. وليس له نظير بين القراء في العالم الإسلامي.

ويوم ذهبت مع الرئيس السادات الى (وادي الراحة) في سيناء لإجازة عدة أيام. كان الطبيب نعينع يجلس عند نهاية الوادي ويقرأ في هذا الصمت العميق المهيب.. ويردد صعود موسى عليه السلام. حين كلم الله. بينما قومه كانوا يعبدون العجل من ذهب.. وكان صوت الدكتور نعينع رائعا ساحرا. فهو طبيب الأطفال الذي أحب التلاوة وتخصص فيها وتفرغ لها.. أما أستاذه فهو الشيخ مصطفى إسماعيل. وعرفت من الأصدقاء أنه يستطيع أن يقلد الشيخ رفعت وغيره من عظماء القراء. ولكنه يفضل الشيخ مصطفى إسماعيل لأنه قارئ وقور وعظيم الاحترام..

ولما قلت للرئيس السادات إن الدكتور نعينع يستطيع أن يقرأ على طريقة وأداء وروعة الشيخ رفعت. هل تأذن لي في أن أطلب منه ذلك..

ولكن الرئيس السادات قال ليس هذا وقته ولا مكانه.

وبعد أيام تلقيت أجمل وأروع هدية من الرئيس السادات: اسطوانة مسجل عليها سورة (قل هو الله أحد) بأصوات: محمد رفعت ومصطفى إسماعيل وعبد الباسط عبد الصمد والطبلاوي.. ففي مثل هذه الاسطوانة وجدت كل معاني الجلال والجمال.