قل كردلاندا ولا تقل كردستان

TT

قيل لي إن ما أكتبه في هذه الصحيفة يلقى شعبية واستحسانا خاصا في كردستان العراق. وهذا ما حدا بالزميل ستان عبد الله رئيس تحرير صحيفة «آسو» الكردية الى تكليفي بكتابة مقالات خاصة بقراء صحيفته الموقرة آسو. ولكنني مع الأسف كنت قد ألبت إخواننا الاكراد علي قبل سنوات وأثرت غيظهم ضدي بانتقادهم على التركيز على تبني اللغة الكردية نظرا لاعتقادي بأنها ستعرقل نهوضهم وتزيد من مشاكلهم الدراسية والإبداعية. تصوروا انني قلت ذلك من باب التعصب للعروبة وللغة العربية. يظهر انهم لم يطلعوا على ما قلته في هذا الصدد.

ولكن بعضهم على ما يبدو تقبلوا كلامي وأخذوه تماما مأخذ الجد. سعوا الآن الى تبني اللغة الانجليزية واستعمالها بمثابة اللغة الثانية لكردستان وحشر اللغة العربية الى المرتبة الثالثة. لا أريد ان أدخل في هذه المناقشة والمنافسة بين اللغة العربية، لغة القرآن الكريم واللغة الانجليزية، لغة الخواجة وليم شكسبير، او كما كان يسميه استاذنا الراحل صفاء خلوصي رحمه الله بالشيخ زبير، على اعتبار انه كان أديبا عربيا انتزعه الانجليز منا .

الحقيقة أن بين شكسبير وشيخ زبير تقاربا كبيرا هو الذي أغرى أستاذنا صفاء خلوصي على هذا الطرح، وما لم يتقدم إخواننا الأكراد بشيء مشابه لذلك، مثلا كاكا شبير أو شكسبي أغا، فان تبنيهم للغة الانجليزية لن يقنع أحدا. نريد منهم أن يثبتوا للعالم أن هملت كان واحدا من شبان قلعة دزة، أو ان ماكبث كان من أغوات شقلاوة وتآمر على شيخ حاج عمران وقتله. فأطلق السكان اسمه على الناحية تخليدا لذكراه . ومن حكايته هذه استوحى كاكا شبير مسرحيته الخالدة التي هربها الى انجلترا في القرن السادس عشر ونشرها هناك خوفا من سرقة الكتاب العرب لها وادعائهم بها.

وهذا حديث يجرني الى نقطة أخرى. طالما سيفضل إخواننا الأكراد، العفو إخواننا الكورد، ترجيح اللغة الانجليزية على اللغة العربية، فأنا اعتقد أن الأجدى لهم أولا أن يغيروا اسمهم الفدرالي. فكردستان اسم شرقي يضعهم في مصاف باكستان وأفغانستان وتركمانستان وبلوجستان ونحو ذلك من الكستانات المتخلفة. عليهم أن يبادروا فورا الى اقتباس اسم حضاري غربي يضعهم في إطار الحضارة الاوربية، مثلا يقولون كورد لاندا على غرار سوتزرلاندا وفنلاندا وبولاندا وهولاندا.

وهذه تحويلة مهمة. فربما نجد عن قريب أن تركيا ستدخل الاتحاد الاوربي عضوا فيه. وإذا ما تم ذلك فالمنطق يقتضي ان تلحق كوردلاندا تركيا في عضوية الاتحاد الأوربي. واعتقد أن الاوربيين سيكونون أكثر حماسا لضم كوردلاندا الى اتحادهم. فالأكراد لم يقوموا بإبادة الأرمن. بل بالعكس هم الذين تعرضوا للإبادة على يد عرب صدام حسين.