صدق الله العظيم!

TT

هذه عادة في الريف المصري. فعندما يكمل الطفل حفظ القرآن الكريم. يجيء عدد من المشايخ من حفظة القرآن الكريم يمتحنون الطفل. فيختارون آية من سورة البقرة وآية من سورة التغابن أو الصافات أو الجن.. وعلى الطفل أن يستعين بالله ويكمل السورة.. حتى نهايتها أو بعضها.. فإذا نجح قام المشايخ وباركوه وهنأوا والده على هذه النعمة العظيمة والبركة..

أما صورتي: فطفل في العاشرة وقد حفظ القرآن الكريم في كتاب الشيخ/ سيد بقربة (نوب طريف) مركز السنبلاوين.. دقهلية. وقد ارتديت الجلباب الأبيض والطاقية البيضاء وجزمة جديدة. وقد أيقظتني أمي في ساعة مبكرة وطلبت مني أن أصلي ركعتين شكرا لله. وصلت أمي إلى جواري وطلبت من الله أن يحقق آمالي ويحقق آمالها هي أيضا. ثم دست في يدي قطعة من سكر النبات حتى يجعل الله أيامي كلها حلوة..

أما أبي فقد دعاني إلى أن أشرب الشاي بالنعناع كما يفعل كل يوم ثم أسمعني أبياتا من البردة النبوية. وطلب مني أن أرددها وراءه. وقبلني وتمنى لي كل ما يرضيه في الدنيا والآخرة..

وفهمت من الخادمة أنهم سيذبحون خروفا وأن هذا الخروف هدية من عز الدين بك يكن صاحب الأرض التي يعمل أبي مفتشا عليها.. ثم خروفا آخر بعثت به السيدة نعمت هانم يكن وخروفا ثالثا من العمدة وأوزا وبطا من أناس كثيرين..

ولا أعرف ما سوف يحدث. ولكن كل الناس ينظرون لي نظرات خاصة ويدعون لي بالبركة. ولكن أحدا لم يقل إن هناك امتحانا.. وإن المشايخ لا يجاملون.. ثم نودي علي وذهبت ولا أتبين وجوههم بوضوح.. وأجلسوني وسطهم.. وكنت مضطربا. وحاول أبي أن يهدئ الطفل الصغير.. وهدأت. وتوالت الأسئلة. واستعذت بالله وقرأت. وباركوني..

ولا بد أن يكون الإرهاق والاضطراب والخوف قد اكتسحني فطلبت من أمي أن أنام. واندهشت ولكن كانت سعادتها عامرة عندما قال المشايخ إنني نجحت. وحفظت القرآن الكريم. وأشارت أمي إلى الفراش وسحبت الغطاء ونمت حتى صباح اليوم التالي. أما ما حدث في بيتنا من ضحك ووليمة جمعت عددا كبيرا.. فقد سمعت به ولم أره..