صفر من عشرة!

TT

سمعت صوت أبي فمسحت الدموع وتظاهرت بأن أصبعي دخل في عيني.. ولم تنطل هذه الحيلة على والدي، فأجلسني على ركبته وقال لي: أنت لا تكذب فماذا حدث؟

وغضب أبي. ولكنه لم يقل شيئا. وإنما قال لي: أنت تذهب الى ماما.. وقل لها..

وبكيت. وغيرت ملابسي. وأركبني والدي أمامه على الحصان. وذهبنا الى المدرسة. وانفتح باب المدرسة ودخلت راكبا الحصان. ونزل أبي وأنزلني. واتجهت معه الى مكتب ناظر المدرسة ورأيت الناظر لأول مرة. وفزعت عندما سأل أبي عن مدرس اللغة العربية. وجاء المدرس. وسأله أبي غاضبا: هل تحفظ البردة النبوية؟

فقال: لا..

قال أبي: ابني يحفظها.. قل: أمن تذكر جيران بذي سلم..

وعاد أبي يسأل المدرس: هل تحفظ قصيدة بانت سعاد

ـ لا...

ـ ابني يحفظها قل: بانت سعاد فقلبي اليوم؟؟..

ـ هل تحفظ «نهج البردة»..

ـ لا..

ـ قل يا أنيس.. ريم على القاع بين البان والعلم.. قل الهمزية للبوصيري. كيف ترقي رقيك الأنبياء.. وهل أنت قد حفظت القرآن.

ـ قال: لا..

ـ قال: ابني حفظ القرآن واحتفلنا في العام الماضي بذلك..

فقال مدرس اللغة العربية الشيخ ابراهيم الدخميسي: آسف لم أكن أعلم كل ذلك..

ثم تقدم يعتذر لي ويقبل رأسي..

أما الذي حدث فهو أن الشيخ قد طلب منا أن نكتب موضوعا عن الخير والرحمة. فكتبت وحشرت أبياتا من الشعر وآيات من القرآن. فظن الشيخ إبراهيم أنني غششت هذا الموضوع من أحد الكتب.. ولذلك أعطاني صفرا من عشرة!