أعطني كفك ولا تخف!

TT

قارئ الكف محمد جعفر نظر إلى كفي وهز رأسه ومط شفتيه أسفا على ما سوف يصيبني بعد ستة أشهر.. بل لن يجيء العام الجديد حتى أكون مفصولا من عملي. وأطبق يدي وأطبق يده عليها وقال: ربنا يتولاك برحمته..

وبعد ستة أشهر ويوم رأس السنة قرر الرئيس عبد الناصر فصلي من عملي. فقد كتبت مقالا رأى فيه ما لم أر .. وأن فيه هجوما عنيفا عليه!

وذهبت مع العراف محمد جعفر الى الأستاذ الكبير مصطفى أمين. وقلب في كف مصطفى أمين.. ثم أطبقه بسرعة وقال: الله يخفف عنك وعن أخيك التوأم علي أمين.. أنا أرى أنكما ستعيشان منفصلين حتى الموت!

فدخل مصطفى أمين السجن تسع سنوات. وعلي أمين ظل يتنقل بين بيروت ولندن.. ولما عاد علي امين الى مصر دخل المستشفى.. ومات فيها.. وعاش مصطفى أمين وحده بعد أن فقد نصفه الطيب!

وأول من قال لي بعد سنتين من التسكع في شوارع القاهرة أنني سوف أعود الى عملي كانت الفنانة برلنتي عبد الحميد. أما كيف عرفت فلم أعرف!

وشيء غريب جدا عندما راح محمد جعفر يقلب في كف زوجتي. أطبقه بسرعة قائلا: هذه هي المرة الثانية في كل حياتي.. فأنا لا أستطيع أن أقرأ هذه الكف!

وفي جنازة والد الموسيقار كمال الطويل اقترب محمد جعفر من مصطفى أمين وقال له: أعطني كفك..

وبعد لحظات قال له: مبروك.. سوف تلتقي الرئيس عبد الناصر.. أو أنك التقيت به وسوف تعودون جميعا الى أماكنكم.. مصطفى أمين وعلي أمين وأنيس منصور..

وكان مصطفى أمين قد قابل عبد الناصر ووعده بعودتنا جميعا الى عملنا في أخبار اليوم ـ وكنا وقتها نعمل في مؤسسة دار الهلال.

وظهر مصطفى أمين في التليفزيون وحكى ما قاله محمد جعفر. وتصادف أن رأى الرئيس عبد الناصر التليفزيون. فتضايق وبدلا من عودتنا بعد شهر، أعادنا بعد ستة أشهر!