اللبنانيون أدرى بشؤونهم

TT

اثار احد الاعلاميين العرب غير اللبنانيين، وعبر قناة عربية غير لبنانية، قضية المدارس اليسوعية في لبنان، واذا ما كانت هذه المدارس وسيلة من وسائل التنصير ام لا؟

الموضوع من الاساس ليس له معنى ولا يستحق ان يوصف بالقضية، فالمسيحيون في لبنان يشكلون ما يقارب النصف من اجمالي عدد السكان، ووجود المدارس اليسوعية على اراضيه شيء طبيعي جدا.. لكن من غير الطبيعي او المعقول ان يقوم اعلامي غير لبناني وليس لديه دراية كافية بطبيعة التركيبة اللبنانية، وبخصوصية المجتمع اللبناني، باثارة قضية من هذا النوع وبمناقشتها في لبنان نفسه.. وكأن اللبنانيين الذين عانوا على مدى نحو عقدين من الزمان من حرب اهلية مدمرة بحاجة الى من يأتي من الخارج ليساهم في اثارة النعرات الطائفية وخصوصا في هذا الوقت المحرج الذي يمر به لبنان وتمر به المنطقة بشكل عام! لقد كان الاجدر بالاستاذ، الذي حاول ان يثبت عدم مراعاة المدارس اليسوعية للشعائر الدينية الاسلامية رغم اصرار القائمين على هذه المدارس على نفي هذه التهمة.. كان الاجدر بالاستاذ ان يتساءل بتجرد، عن الاسباب التي تدفع بنسبة غير قليلة من مسلمي لبنان لالحاق اولادهم بهذه المدارس، وعن اسباب تفضيلهم اياها على غيرها رغم توفر العديد من البدائل؟

انني لست معنيا بالدفاع عن المدارس اليسوعية، التي لا اعرف عنها الكثير، لكنني لا اجد ان من المشروع لاي شخص غير لبناني ان يناقش قضايا محلية لبنانية بالغة الخصوصية على شاشات الفضائىات.. وكأن الفضائيات اللبنانية التي تناقش مشاكل المجتمع اللبناني بكل حرية وجرأة وصراحة غير كافية.

تسامح اللبنانيين يجب الا يجر الآخرين الى دس انوفهم في الشؤون الداخلية لهذا البلد القائم على التعدد والتنوع.