.. وكان الشرط صعباً!

TT

في يوم كلفني الرئيس السادات بإيصال خمسين الف جنيه الى أحد الوزراء السابقين لمساعدته في مناسبة عائلية. وأنا لا أعرفه. ووضع السادات شرطا صعبا هو أن اعطي هذا المبلغ للزوجين معا. لماذا؟ لأن هناك خلافا بينهما.

لم يشأ السادات أن يشرح الأسباب التي تحتم هذا الشرط. سألت عن الوزير قيل لي ذهب الى النادي. سألت عنه في النادي قالوا خرج وزوجته يتناولان الغداء في أحد الفنادق. ولم أجد سببا للسؤال عن الزوجة فأنا لا أعرفها..

وقابلت الرئيس السادات وتناولنا العشاء وتكلم السادات في كل شيء. ولم يسألني ماذا فعلت.

حاولت أن اعرف أخبار الوزير من أصدقائه. ولكن لا شيء يدل على أن هناك خلافا بين الرجل وزوجته. فلماذا يصر السادات على أن يتلقيا المبلغ معا..

وفي يوم تشجعت وطلبت الوزير في التليفون وقلت: أنا فلان.. قال: أهلا وسهلا. قلت: سيادة الوزير هل استطيع أن اكلم المدام فعندي لها رسالة من زوجتي. فبادرني: هي خرجت.. وعندما تعود.. فقلت: متى؟ قال بعد غد لأنها في المنصورة بلدكم..

وبعد أيام طلبت الوزير وكانت زوجته هي التي قالت: ليس موجودا. أنت سألت عني؟ قلت: نعم.. قلت: متى يعود سيادة الوزير قالت: بعد ساعة.. وشكرتها. وبعد ساعة طلبته فبادرني بقوله: أنت سألت عن المدام هي موجودة. قلت: أنا عندي رسالة من زوجتي.. ثم أريد أن استوضحك في قضية واجهتك وأنت في الوزارة. فقال: اهلا وسهلا. نحن في انتظارك.

وذهبت وشربت الشاي وأخرجت مظروف الفلوس قائلا: هذه هدية من الرئيس.

فقالا في نفس واحد: اشكر لنا الرئيس!

وفي اليوم التالي قابلت الرئيس وقلت له ما حدث.. فراح يضحك ويضحك.

فسألت الرئيس: ايه الحكاية يا ريس!

ـ هاها.. هاها

ـ ايه الحكاية..

وقال لي حكاية طويلة ملخصها أن الزوجين اتفقا على الطلاق. فقد وعد الوزير زوجته بان يعطيها مبلغ خمسين ألف جنيه.. ولكنه لم يف بالوعد. وتشاجرا ووقف الأمر على الطلاق. وانتظرا عودة الأبناء من الخارج. ولما أعطيتهما المبلغ اتصلا بالرئيس وشكراه. وقال لهما: إذن عيب أن يؤدي مثل هذا المبلغ الى الطلاق..

ـ الله وكيف عرفت يا ريس؟

ـ هاها.. هاها.. أصبحوا على خير!