اللياقة البدنية

TT

أنا أحب الرياضة، وأحب مشاهدتها ومتابعتها والتحدث عن أبطالها، وأمارس بين الحين والآخر البعض منها على خفيف، رغم أنني إلى الآن لم أنل أي (ميدالية) ذهبية، ولكن هذا في نظري لا يهم لأن روحي سمحة وأخلاقي رياضية، كما أنني أحب التواضع وأريد أن أفسح المجال لغيري.

ولكي ادلل على علو كعبي في هذا المجال، فلو أن أحداً منكم سألني مثلا عن (الدورات الأولمبية)، أو النوادي الرياضية العالمية، أو أسعار اللاعبين المحترفين، أو عن (راليات وفورملات) السيارات، أو بطولات (ويمبلدن) بالتنس، أو (سكوت) في سباق الخيول، أو من هو أول من كسر حاجز (العشر ثوان) في سباق المائة متر للرجال أو من هي أشيك وأجمل لاعبة تنس وسباحة، أو حتى لو سألتموني عن سباق (الهجن)، لأجبتكم وأفتيتكم عن كل ذلك وأكثر.

فأنا ولله الحمد نزلت من بطن أمي وكأنني كنت لابساً (شورت)، ومرتدياً (التنس شوز)، وفي فمي (صفارة).

غير أن هناك صديقاً (بزّني) في هذه الموهبة ـ ولكن لا يحتار بعضكم أو تذهب الظنون ببعضكم الآخر ـ فلا بد وان أفسر وأقول لكم أن معنى (بزّني)، أي نافسني وتفوق عليّ.

هذا الصديق لم أشاهده يوماً إلاّ وهو عرقان، إذا صحا من نومه لا ينزل من سريره وإنما يقفز، يأكل وهو (يتنطوّط)، يذهب إلى عمله (جرياً)، توجد في داخل مكتبه كل آلات الألعاب الرياضية، حياته باختصار هي: واحد اثنين ثلاثة، وفوق، تحت، ثني، رفع، بطح.

وفي أحد الأيام كنت أتصفح مجلة رياضية وقرأت نصيحة لخبير رياضي يوصي بتمرين معين، حاولت أن أجرب ذلك التمرين غير أنني للأسف فشلت، فتذكرت على الفور ذلك الصديق المغرم بكل تمرين جديد وشاق، لأنه بطبعه يحب التحدي، فاتصلت به تلفونيا لأخبره بذلك، فقال لي ابعث لي خطوات ذلك التمرين، وفعلا بعثتها بالفاكس، والتمرين يقول: اشبك يديك فوق رأسك، وضع قدميك معاً على الأرض، ثم اثن جذعك عند الوسط وأنت جالس على الجانب الأيسر من قدميك، ثم استخدم قوة عضلاتك لترفع نفسك إلى أعلى، واثن جسمك بعد ذلك إلى اليسار واجلس على الأرض على الجانب الأيمن من قدميك.

قم بذلك التمرين عشر مرات يومياً، فهو جيد لتقوية عضلات الجزء الأوسط من جسمك. انتظرت نصف ساعة تقريباً، ثم بعثت لذلك الصديق فاكساً أقول فيه: هاه، إن شاء الله عجبك التمرين؟!

واتاني رده بعد خمس دقائق، وفيه كلمة واحدة فقط هي: (فتاق)

أتمنى أن يجرب البعض منكم أو منكن ذلك التمرين، وإن شاء الله أتلقى الرد بطريقة أكثر ايجابية، وأكثر بلاغة من رد صديقي.

[email protected]