المرأة وفضائح السياسة

TT

للأديب الفرنسي «بلزاك» موقف صارم من المرأة، ويرى أن شهوة المجد تتعارض مع الانقياد الغريزي تجاهها.. والحقيقة أن نظرية «بلزاك» تصدق بصورة خاصة في حالات لا تكون فيها العلاقة بالمرأة مثالية، وأكثر الذين يتورطون في مثل تلك العلاقات غير الطبيعية بعض رجال السياسة، فثمة امرأتان اليوم تهز كلماتهما قلوب العشرات من السياسيين في العاصمة الأمريكية واشنطن، هما «جيسكا كاتلر» و«ديبورا جينا بيلفري»، والأولى ـ بحسب أحد التقارير ـ صدرت لها رواية بعنوان «The Washingtonienne» تحوي إسقاطات على واقع عاشته هي ذاتها، ويتضمن تفاصيل علاقاتها الجنسية مع رجال مهمين في دوائر السياسة الأمريكية.. وتقول كاتلر: «إن جاكلين، بطلة الرواية، هي أنا بالإضافة إلى أخريات»، وتستمد هذه الرواية الفضائحية أهميتها من كون كاتبتها عملت في فترة سابقة كمتدربة في الكونغرس، أي أنها كانت قريبة من الرجال الكبار المهمين.. أما المرأة الثانية، فكانت تدير شبكة دعارة في العاصمة الأمريكية، وتقول إن زبائنها يتراوحون بين عشرة آلاف إلى خمسة عشر ألف، ويعملون في مناصب رسمية، وهي تهدد بالكشف عن أسماء الكبار منهم سياسيا.

ولا شيء يهدد مستقبل السياسي أكثر من العلاقة غير السوية مع المرأة، فلقد أطفأت المرأة بريق الكثير من السياسيين في أماكن كثيرة من العالم، وإن كان حظ بريطانيا وإسرائيل وأمريكا من تلك الفضائح يظل دائما الأكبر.

لكن «بلزاك» الذي يطلب من الطامحين إلى المجد إلغاء المرأة من حساباتهم، إنما يطلب المستحيل، فالمرأة في حالات كثيرة صانعة للمجد أو مرادفة له، حتى الطغاة من الطامحين ـ لما يعتقدون أنه المجد من منظورهم ـ أمثال «هتلر» و«موسيليني»، لم يستغنوا عن المرأة، فلقد ارتبط «هتلر» بعشق صاخب مع «إيفا براون»، التي ظلت وفية له في الوقت كانت فيه جيوش الحلفاء تحاصر برلين، فلقد آثرت أن تموت بجواره.. ومثلها ماتت كلارا بيتاشي بجوار موسيليني وفاء لذلك القلب الذي لم ير فيه الجميع سوى الضغينة والكراهية والحقد، ووجدت فيه كلارا وحدها ما يستحق التضحية من أجله..

وللخروج من دائرة الخطر فإن عددا من السياسيين يفضلون اليوم رجلا يعمل في سكرتاريتهم بدلا من المرأة، ولسان حالهم يقول: «الباب اللي يجيك منه الريح سده واستريح».

[email protected]