اخترت لها اسم: تاييس!

TT

لي صديق تزوج إيطالية حسناء. حملت. فجلسنا حولها نختار للمولود اسما إن كان ولدا فاختار أبوه: محمد أو عبد الرحمن. ولكن ظهر الضيق على وجه الزوجة فسألناها عن اختيارها فقالت: الفونسو.. جاكمو.. فالنتينو أورلاندو.. واندهشنا كيف يكون الفونسو محمد أو أورلاندو محمد. ولكن هذا هو إحساسها..

ونحن نختار أيضا الأسماء التي لها شكل ووقع موسيقي فنقول: يسرا بالألف وليست بالياء.. ونختار رنا.. مع أن رنا فعل ماض والمضارع يرنو.. وعشيقة رئيس البنك الدولي صاحبة الفضيحة المجلجلة عربية الأصل واسمها: شها. وهو فعل وليس اسما. فنقول شهيت بكسر الهاء وشهاه ويشهاه وشهوة. واشتهاه وتشهاه وأشهاني أي أعطاني ما اشتهي..

وأعجبني اسم ادريانا وكانت بطلة رواية (فتاة من روما) لصديقي الأديب الكبير البرتو مورافيا. ثم التقيت بصديقة إيطالية وقلت لها: أنت ادريانا. وغضبت. ومعها حق. فلم أكن قد قرأت الرواية. وادريانا غانية من مخلفات الحرب العالمية الثانية! واعتذرت. وكان جهلي وغروري وعنادي سببا كافيا لقطيعة طويلة!

ونسيت مأساة الاسم وجلسنا نختار اسما لمولودة صديق لنا.. الزوجة إيرانية.. وسمعنا أسماء موسيقية لا يتغير شكلها في اللغات الأوروبية.. واختاروا أسماء الزهور. ولكن الاسم الذي اخترته أعجب الزوجة الإيرانية وهو: تاييس وقلت إنها فتاة ليل بالإسكندرية تاب الله عليها فصارت راهبة ـ هكذا تقول رواية اناتول فرانس. وصارت أوبرا للموسيقار ماسنيه. وبعد سنوات قابلت صديقي الذي هو أبو (تاييس).. فقال: لقد أوقعتنا في مطب سياسي لا يخطر على بال..

فتاييس هذه كانت عشيقة الإسكندر الأكبر وهي التي أشارت عليه بأن يحرق العاصمة الفارسية القديمة. فأحرقها وأهلها.. وكان ذلك انتقاما من إحراق الفرس لمعبد الإلهة أثينا في القرن الخامس قبل الميلاد.. وقلت: إنها كانت عشيقة الإسكندر ثم ملكة بعد ذلك. فهي جميلة وهي قوية وهي شخصية فذة. وقال لي: اذهب واقنعها أنت. وذهبت. ولم تقتنع!