الذين يجدون حلا

TT

هناك وجه للشبه بين الرئيس الروسي الراحل يلتسين والأميرة ديانا. لا هو جميل لطيف ظريف مغلوب على أمره مثلها، ولا هي سكيرة عربيدة مقطوعة الأصابع متآمرة مثله. وإنما كل منهما قد وجد نفسه في موقف صعب. أما السلوك فكان غريباً ولكنه السلوك الوحيد الممكن..

فعندما قررت الملكة إليزابيث أن ترى الأسرة المالكة المولود الأول لابنها ولي العهد من الأميرة ديانا، كان لا بد أن تذهب الأسرة ليروا ملك المستقبل. وجاء أفراد الأسرة وقبّلوا الطفل، وبدأ الطفل كأي طفل يبكي، فما كان من الأميرة إلا أن وضعت أصبعها في فمه فراح يرضع. وسكت الطفل ولكن أفراد الأسرة المالكة بدأوا يتهامسون ويتغامزون، فهذا الذي فعلته الأميرة شيء شعبي .. ولولا أنها شعبية ما فعلت ذلك!

مع أنها من عائلة أرستقراطية أكثر عراقة من الأسرة المالكة الوافدة من ألمانيا. وأسرة ديانا إنجليزية رفيعة المستوى من مئات السنين!

وما فعلته الأميرة ديانا تفعله اليوم وغداً كل الأمهات حلاً سريعاً لهذا الموقف الإنساني العادي..

أما الذي فعله الرئيس يلتسين فقد جاء في مذكراته انه روى كيف كان عليه أن يحمل طفلاً صغيراً وأن يذهب به من موسكو إلى ليننجراد.. وفي الليل الطويل بكى الطفل، ولم يفلح في إسكاته ولا استطاع أحد من ركاب القطار أن يفعل. فما كان من يلتسين إلا أن فتح قميصه وأخرج ثديه ووضعه في فم الطفل. وسكت الطفل. وكما أن أصابع ديانا لا تدر لبناً، فكذلك ثدي يلتسين. ولكنه الحل الممكن في لحظة حرجة!

ويحكي الكاتب الأمريكي امرسون أن إحدى البقرات في مزرعته قد ولدت وحاول أن يستخرج الوليد لكي يتفرج عليه. ولكنه قاوم.. فاستعان امرسون بأولاده لكي يستدرجوا العجل إلى خارج الحظيرة ففشلوا جميعاً، ورأى أن يستعين بالخادمة وجاءت الخادمة ووضعت إصابعها في فم العجل الصغير. وراح يرضع أصابعها وخرج. ووقف امرسون المفكر الكبير مبهوراً وأشار إلى الكتب حوله قائلاُ: كل هذه الكتب لم تعلمني كيف أخرج عجلاً من الحظيرة ولكن هذه الخادمة وجدت حلاً. وأنا أحب الذين يجدون حلاً!