السجاد الأحمر لنجاد

TT

اعتقد ان رئيس ايران احمدي نجاد زار كل جيرانه غرب الخليج، ضمن حملة سياسية يريد من خلالها شرح وجهة نظر طهران في قضايا المنطقة. ولا أدري إن استطاع اقناع قادة الخليج ام لا، لكن التواصل السياسي يظل خير وسيلة في العمل السياسي.

ايران لاعب رئيسي، لها يد في العراق ولبنان وفلسطين ونشاطات معادية في بعض دول الخليج، وفوق هذا لديها مشروع نووي يخيف اولا منطقة الخليج قبل اسرائيل او الولايات المتحدة او اوروبا التي بدأت باقامة ستار صاروخي ضد التسلح الايراني.

عبث الخلافات يزداد عاما بعد عام الى درجة أوصلتنا جميعا الى حالة اشتباك معقدة. ومن ينظر الى بيروت وغزة خلال الايام القليلة الماضية يدرك ان مكالمة تلفونية واحدة كفيلة بتخريب المنطقة. أنظروا كم قتل فلسطينيون من الفلسطينيين في حرب فتح وحماس التي اندلعت فجأة، وكيف فتحت مايكروفونات حزب الله والمجلس الاعلى الشيعي النار على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. كررت ما حدث في المرات السابقة وأثبتت ان مكالمة هاتفية تشعل حربا ومكالمة ثانية تطفئ النار، في استعراض للقوة تبدو فيه بعض القيادات الاقليمية مجرد دمى وعرائس تحرك في العلن.

انه أمر يدعو للأسف والحسرة حيث لا توجد قضايا حقيقية وصادقة وإلا كيف نفسر ما يفعله الفلسطينيون ببعضهم البعض، وكذلك اللبنانيون، الا انها خدمة للاطراف الخارجية.

كلنا ندرك ان ايران دولة مهمة وتستحق التقدير لكن ليس هكذا يمكن ان تخدم مصالحها. وفي نفس الوقت ندرك ان الرئيس نجاد صاحب شخصية حازمة، وله رؤية متشددة تخيفنا جميعا لأننا نخشى أن تدفعه نحو مواجهات غير محسوبة، او يدفع اتباعه نحو نفس المصير. نحن نعيش تاريخا مشابها لتاريخ عراق صدام في التصريحات والتوتر والنشاط السلبي. ونرى تكرارا في المشهد، تزايد القطع البحرية العسكرية في مياه الخليج وارتفاع وتيرة التصريحات التهديدية وتراكض دول المنطقة الى شراء المزيد من السلاح وتوقيع اتفاقيات دفاعية اجنبية. أي اننا بفضل الخلاف الذي اندلع بين ايران والغرب نرى وجودا اجنبيا اكثر ونشاطا عسكريا اضخم وتوسيعا لدوائر التوتر التي لم تخدم اي منها المصالح الايرانية بل على العكس من ذلك حاصرتها.

ان من حق ايران ان تطلب ضمانات لأمنها، ومن المؤكد ان دول الخليج ستكون مستعدة للدفاع عن وجهة نظر طهران هذه لو وضعت على الطاولة بدل اللجوء الى بناء سلاح نووي وفتح معارك بالوكالة في العراق ولبنان وفلسطين. أمن ايران مرتبط بأمن بقية دول الخليج ويستحق تقديم ضمانات قانونية ودولية له، بدون حديث مباشر وصريح بين دول المنطقة سنعود عشرين سنة الى الوراء.

ومن المؤلم اننا نرى تكرر سيناريو العشرين عاما التي بددها صدام في مغامرات مماثلة، انتهت الى ما نحن عليه اليوم، وهو أمر لا نريده لإيران ولا للمنطقة.

[email protected]