«زلط وملط»

TT

إن أظهرت المذيعات في بعض قنوات الغرب أذرعهن، تسابقت مذيعات قنوات «الهشك بشك» العربية بالظهور «زلط ـ ملط» إلا من بعض المساحيق وأوراق التين، وإن مارس شباب الغرب العبث في بعض الأحيان، تحول بعض شبابنا ـ في كل الأحيان ـ إلى مجانين بنمرة واستمارة.. فنحن نعيش اليوم في العالم العربي حالة استلاب في مواجهة الأنماط الحياتية الغربية، ومغرمون بتقليدها إلى حد السذاجة..

يتصل الرجل ـ المراهق بمذيعة التلفاز المدثرة نصف جسدها احتشاما:

ـ السلام عليكم.. أنا حميد أبو الرجاجيل

فترد المذيعة في غنج ودلال:

ـ هاي ميدو..

ولم يفهم الرجل هذا «الهاي ميدو»، فعقب مستفسرا:

ـ وإيش تقولين؟!

ـ هاي ميدو ويلكم..

«توت.. توت.. توت.. توووت».

ـ سوري.. انقطع الاتصال يا ميدو أبو.. أبو.. أبو الأراجيل..

حتى الحلاق الذي أذهب إليه كي يتعامل مع ربع رأسي، الذي لم يمتد إليه الصلع، أصابته عدوى الغرب هو الآخر، فصرت كل ما سلمته رأسي والموسى في يده، يسألني إن كنت أريد قصة جاكسون، أو بريسلي، أو رونالدينهو، مع أنه لو جمع كل ما تبقى في رأسي من شعر لما أتى بربع «عقصة» رونالدينهو، فأترك له الخيار أن يختار لي رأس من يشاء من خلق الله. وحينما نظرت في المرآة بعد أن انتهي من عمله لم أجد في المرآة سوى «كوجاك».

أخرج من صالون الحلاق، وأنا استجر حالة الاستلاب هذه، فتشعل إشارة المرور في وجهي عينها الحمراء، أقف وبجواري في السيارة المحاذية أربعة من الشباب ـ العصريين جدا ـ يرقصون على مقاعدهم داخل العربة بطريقة هستيرية، وقد تعالى صوت المغنية العالمية شاكيرا، مصحوبا بموسيقى عالية، ولم تكد تستعيد إشارة المرور لونها الأخضر من جديد، حتى انطلق هؤلاء بسرعة جنونية، وهم على حالهم داخل ذلك «الديسكو السيار»، وغابوا عن الأنظار.. وعلى بعد كيلومتر كان الناس يلتفون حول إحدى العربات المقلوبة، يخرجون ركابها من النوافذ بين قتيل وجريح، وصوت المغنية العالمية شاكيرا ـ الذي سمعته قبل لحظات ـ لم يزل ينطلق من داخل العربة سالما معافى، يغني:

Whenever, wherever

We are meant to be together

[email protected]