بيت في أريزونا!

TT

عندما ضاقت الأرض بالإنسان اتجه إلى الكواكب الأخرى.. وحتى إذا اتجه إلى الكواكب الأخرى فسوف يبقى هو هو..

هو إنسان الأرض انتقل بكل مصائب الأرض الى ميادين أخرى.. وبسرعة تحولت الأقمار الصناعية الى سفن إلى مدن إلى أقمار للتجسس.. وإلى حرب الكواكب..

أي أن الإنسان لا يعرف بالضبط ما الذي أصاب كوكب الأرض.. إننا نعيش في السموم لنموت بها.. فالصناعات الكيماوية قد فرقت الحجاب الحاجز.. أي الحزام الواقي لكوكب الأرض.. أي طبقة الأوزون التي تمتص أشعة الموت القادمة إلينا من الشمس ومن الفضاء الخارجي. ولذلك فأشعة الموت ـ فوق البنفسجية ـ تتسلل إلى الحيوانات وإلى الإنسان والإصابة: سرطان!!

ولذلك لا بد من أن نقلل من انتاج غاز «ك.ف.ك» الذي نستخدمه في بخاخات العطور وفي أجهزة التبريد.. وفي نفس الوقت يجب ان نقلل من إنتاج ثاني أكسيد الكربون الذي يخرج من المداخن ومن عوادم السيارات والمصانع.. وذلك باختراع غازات أخرى تمتصه. وهناك محاولات كثيرة لمعرفة ـ بالضبط ـ ما الذي يحدث على الأرض وكيف تكون الوقاية منه. وذلك بالحياة وقتاً طويلاً حول الأرض.. أو تحت الأرض أو فوق الأرض في بيوت زجاجية..

أحدث هذه المحاولات في صحراء أريزونا في أمريكا.. فقد أقام الباحثون بيتاً زجاجياً على ثلاثة أفدنة. هذا البيت الزجاجي مكون من ثمانين ألف عود من الصلب وثمانين ألف لوح زجاجي و28 جهاز تكييف وعشرة عقول إلكترونية.. وبه صحارى وأمطار استوائية وجزء من ماء المحيط وثلاثة آلاف نوع من النبات والحيوان والطيور والحشرات والفواكه والأسماك جاءت من القارات الخمس..

هذا البيت الزجاجي اسمه «المجال الحيوي 2» لأن «المجال الحيوي 1» هو كوكب الأرض. وقد تفرغ للبحث في هذا البيت الزجاجي أربعة رجال وأربع نساء يدرسون سنتين منعزلين تماماً عن كوكب الأرض.. لقد قرروا أن يعرفوا بالضبط ما الذي يحدث للإنسان في مثل هذه الظروف الصناعية الصحية.. بعيداً عن كل أشكال التلوث الإنساني لكوكب الأرض.. المشروع تكلف في ست سنوات مائة مليون دولار!