السيد الأول

TT

(يواخيم زاور) هو السيد الأول في ألمانيا ـ على وزن (السيدة الأولى) لكل رئيس ـ حيث انه زوج المستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل) ومنصبها بمثابة منصب الرئيس، ورغم انه زوجها الثاني، إلاّ أنها لم تأخذ لقبه وإنما تمسكت بلقب زوجها الأول (ميركل)، ولا أدري لماذا؟

وقبل عدة أسابيع عقدت في ألمانيا اجتماعات قمة الثماني للدول الصناعية الكبيرة، وحضر الرؤساء كلهم مع زوجاتهم ما عدا الرئيس الياباني حيث انه ظل محافظاً على عزوبيته طوال حياته، وبهذا كان أكثرهم نشاطاً وحيوية وسعادة.

وبما أن نساء الرؤساء سوف يقضين عدة أيام فلا بد من وضع برنامج ترفيهي لهن، وقد أنيطت هذه المهمة بزوج الست المستشارة.

وفعلاً انطلق السيد الأول (زاور) معهن في كل مكان وكأنه واحدة منهن، إلى درجة أن زوجة الرئيس الروسي (بوتن) أهدته (ايشاربها) الأحمر عندما امتدح أناقتها، أما زوجة الرئيس الأميركي (بوش) فلم تتمالك نفسها من أن تطبع على وجنته قبلة حارة عندما رافقهن لزيارة قلعة (بورغ)، وذلك بسبب جمال المنظر على حد قولها، وبراعته كذلك عندما أدى أمامهن رقصة فولكلورية ألمانية على طريقة (دادادا).

وهو ذكرني بمستر ثاتشر، زوج رئيسة الوزراء البريطانية الحديدية السابقة (تاتشر) عندما ذهبت قبل سنوات إلى استراليا لحضور قمة (الكومنولث)، وكان بالطبع برفقتها.

واضطرت الحكومة الاسترالية أن تضع كذلك برنامجاً ترفيهياً نسائياً لزوجات الرؤساء، وقد اشترك مستر ثاتشر بحماسة بالغة في ذلك البرنامج إلى درجة انه دخل معهن إلى صالون (الكوافير)، والتقطت له الصور وهو واضع رأسه داخل جهاز تنشيف الشعر وعن يمينه زوجة رئيس كندا على ما أعتقد، وعن يساره زوجة رئيس نيجيريا، وكان طوال الوقت يتباسط معهن بالحديث، كما انه رافق بعضهن إلى الشاطئ للسباحة، غير انه كان يرتدي مايوهاً عادياً من قطعة واحدة بدون حبل أو خيط، وهذا ما يحسب له.

ويقال إن مدام (ثاتشر) قد اجتمعت على انفراد برئيس استراليا، وكان مقرراً لذلك الاجتماع نصف ساعة، ولكنه امتد لثلاث ساعات، وحاول مستر ثاتشر أن يقابل زوجته أثناء ذلك لأمر خاص، أو حتى على الأقل أن يتحدث معها تليفونياً ولكنهم منعوه، واستسلم المسكين (وانلطع) عند السكرتارية.

ويقال إن الرئيسة تاتشر قد وبخت زوجها بعد ذلك على (خفته) إلى درجة أنها في تلك الليلة رفضت أن ينام معها في غرفة واحدة.

الخلاصة: أنني أرفض أن أكون زوج رئيسة أو حتى ملكة، فعصفورة خرساء وكسيحة أفضل (ميتين مرّة).

[email protected]