طالما حملت حزنك في حقيبة السفر

TT

طالما حملت حزنك في حقيبة السفر،

فكل الأماكن لا تبعث سوى الضجر..

طالما سكبت يأسك على أجندة الوقت،

فكل الأزمنة لا تستنهض سوى السأم..

فلكي تكون للأماكن نكهتها،

وللأزمنة أفراحها..

غادر حزنك، وارحل وحيدا..

>>>

أتذكر أن أحد الأماكن الترفيهية في أمريكا جعل شعاره: «إذا لم تجد مزاجك في هذا المكان، فلا تبحث عنه في مكان آخر»، والحق أننا كنا مجموعة من العرب رحنا إلى ذلك المكان تحت تأثير تلك الدعاية، ودقق أحد العاملين في المحل في وجوه بعضنا، فهاله حجم التجهم والعبوس والاكتئاب، فانحنى أمام هذا البعض في أدب، وهو يقول: أيها السادة هل تتفضلون بخلع أحزانكم خارج المحل لكي لا تنقلوا العدوى إلى الزبائن؟!

>>>

كنت أرقب صديقي وهو يؤكد على موظف الحجز الفندقي في إحدى المدن الساحلية حرصه على أن تكون غرفته الأقرب إلى الشاطئ، وأن تكون ذات واجهة زجاجية عريضة تطل على البحر.. وفي صباح اليوم التالي لمحته يرتدي بذلة رسمية سوداء، مكونة من ثلاث قطع، وربطة عنق أنيقة، يتجول على الشاطئ، وقد ارتدى الناس من حوله ملابس البحر، فبدا وسط الجموع وكأنه الوحيد الذي بينه وبين البحر سوء فهم.

>>>

أعداد كبيرة من السائحات العربيات صيفا يفضلن سياحة التسوق، فمن صباح العالمين حتى ليل المترفين، وهن على أقدامهن سائرات في المتاجر من دون كلل، أو ملل، ليعدن في المساء سابحات وسط أكوام من الحقائب المتخمة.. حتى قريبتنا المصابة بآلام الروماتيزم، وخشونة العظام، والتهاب المفاصل طوال فصول الشتاء والخريف والربيع تتحول ـ بقدرة قادر ـ إذا ما أطل الصيف إلى «رونالدينهو»، تصول وتجول في أسواق العواصم السياحية، وقد تخلصت من زجاجات المروخ، والحبوب المسكنة.. فأكثروا من المجمعات التجارية أضمن لكم، فإن صحة الكثير من النساء ستكون على ما يرام.

[email protected]