يون لعلاج العرب!

TT

بالأمس رأيت نابليون ودعوته الى فنجان قهوة. ووافق وجلس يتكلم وأنا أتأمل هذا الوجه الوسيم الجميل والرشاقة في الشكل وفي الكلام. طبعاً ليس نابليون الأول وإنما هو حفيد لأحد إخوة نابليون. حفيد أخيه جيروم الذي عينه نابليون ملكاً على فستفالنا. ولذلك فالحفيد يتكلم الالمانية بطلاقة. ومن الغريب انه لا يتكلم الايطالية مع انه إيطالي الأصل.

قلت له ان والده زارنا في مصر.. وحاولت أن أصنع حدثاً تاريخياً فاتفقت مع حفيد المؤرخ المصري عبد الرحمن الجبرتي أن يلتقي حفيد نابليون. وأعددت الأسئلة والمصورين للصحافة والتلفزيون. وجاء حفيد نابليون طويل القامة وسيماً خلاصة العزة والكبرياء.

وفي ذلك اليوم هرب مني أحفاد الجبرتي. هربوا لأنهم لا يتكلمون الفرنسية. ورغم أن حفيد نابليون لا يتكلم العربية, وكان من السهل نقل أفكار الجميع..

وقد أهداني ابن حفيد نابليون كتابه الجديد وعنوانه «مستقبل فرنسا». وسألته بالمناسبة ان كان يتابع ما يجري في الشرق الأوسط, او في العالم العربي. فأكد انه مهموم بذلك. وسألته: وما المستقبل؟ وكان جوابه حاضراً، وان كان تحقيقه صعبا جداً قال: لا حل الا الوحدة العربية على نمط الوحدة الأوروبية التي تضم شعوباً تتكلم تسع لغات، واشكالاً مختلفة للحكم ومذاهب مسيحية متضاربة. لقد تحققت الوحدة الاوروبية في عشرين عاماً، وهذا وقت قصير.

وسكت. كأنه طبيب كتب روشته نهائية للمريض فلا يبقى الا أن يذهب الى الصيدلية، ويشتري هذا العلاج الناجع. وانتظر مني تعليقاً على ذلك. وكان تعليقي مزيداً من الصمت. فالشعوب الأوروبية أعقل وأحكم وأبعد نظرا. ونحن ينطبق علينا ما قاله برناردشو عن الشعبين البريطاني والأمريكي: شعب واحد تفصل بينهما لغة واحدة!