قصة اكتشاف مومياء الملكة حتشبسوت

TT

يعتبر الكشف عن مومياء الملكة حتشبسوت احدى أعظم ملكات العالم القديم من أهم الاكتشافات الأثرية التي قمت بها فى حياتي... لقد كانت حقاً مغامرة مثيرة استمرت لأكثر من عام ولم أكن أتخيل أنني سوف أعثر على مومياء حتشبسوت، لنكشف أحد أسرار الحضارة الفرعونية.

بدأت قصة الكشف المثيرة منذ أكثر من عام عندما عرضت علي قناة ديسكفري عمل فيلم عن الملكة حتشبسوت.. وبدأت أعد لهذا الموضوع... وبالفعل قمت بزيارة مقبرة الملكة حتشبسوت رقم (20) بوادي الملوك بالبر الغربي بالأقصر وهي من المقابر الأولى التي تم بناؤها في الوادي الساكن، ولا أعتقد أن هناك أثرياً دخل هذه المقبرة بعد أن اكتشفها هيوارد كارتر عام 1903م .. والمقبرة يصل طولها إلى حوالي 219 مترا وتنزل بانحدار شديد داخل صخر الجبل المنحوتة به، ويمثل النزول إلى هذه المقبرة خطورة كبيرة ومصاعب جمة يتكبدها كل من يغامر بزيارة هذه المقبرة الفريدة في تصميمها وأنفاقها الخطيرة.

عثر داخل حجرة الدفن بمقبرة الملكة حتشبسوت على تابوت خاص بالملكة موجود بالمتحف المصري، بالإضافة إلى بقايا الأواني التى تحفظ الأحشاء ويطلق عليها الأثريون اسم الأواني الكانوبية، وقطع من الحجر الجيري تحمل بقايا نصوص من كتاب «ما هو موجود في العالم الآخر».

وبعد زيارتي لمقبرة الملكة قمت بزيارة خبيئة المومياوات الموجودة بالدير البحري بالقرب من وادي الملوك، وقد كشف عن هذه الخبيئة عائلة عبد الرسول الشهيرة عام 1881م. وعثر داخل هذه الخبيئة على (40) مومياء لفراعنة مصر، بالإضافة إلى مومياوين لامرأتين مجهولتي الاسم من الأسرة المالكة.. هذا بالإضافة إلى العثور على صندوق من الخشب يحمل اسم العرش، الاسم المولودة به الملكة حتشبسوت، وداخله يوجد كبد الملكة، والذي تم وضعه داخل الصندوق أثناء عملية التحنيط.

وكان ظني في البداية أن إحدى هاتين المومياوين يمكن أن تكون للملكة حتشبسوت.. ووضعت المومياوين داخل جهاز الأشعة المقطعية، حيث أتضح أن واحدة منهما ماتت قتيلة؛ وذلك لأن فمها مفتوح حتى الآن.

أما السر فقد كان في انتظارنا في المقبرة رقم (60) والتي تقع أسفل مقبرة حتشبسوت مباشرة، وعثر عليها أيضاً هيوارد كارتر وقام في عام 1907م، بنقل مومياء من هذه المقبرة كانت داخل تابوت من الخشب يحمل آخر حرفين من اسم مرضعة الملكة حتشبسوت والمعروفة لدينا باسم «سات اين رع». وبدأت أبحث عن هذه المومياء في المتحف المصري، وعثرنا عليها داخل مخزن في الطابق الثالث، ووجدت أن طريقة التحنيط تمت على الطراز الملكي، ووقتها ظننت أن هذه المومياء يمكن أن تكون للملكة حتشبسوت، وكان ذلك هو بداية رحلة البحث عن مومياء الملكة حتشبسوت أعظم ملكات مصر... حكمت في أزهى عصور مصر من تاريخها القديم.

لقد أقامت حتشبسوت أجمل العمائر الدينية والجنائزية على الإطلاق، ولا يزال معبدها بالدير البحري شاهداً على جمال عمارتها. وكان أهم ثلاث شخصيات في حياة هذه الملكة هم المهندس المعماري سنموت الذي شيد لمليكته معبد الدير البحري وربما كان هو الحبيب الخفي للملكة، وحرصت بأن يدفن أسفل معبدها، أما الشخصية الثانية فهي مرضعتها الخاصة، وبالطبع كانت الشخصية الثالثة في حياة هذه الملكة هي ابنتها الأميرة نفرورع... وللحديث بقية.