كيف يستغل بوش جنرالاته؟

TT

يقول الرئيس بوش إنه يجب الثقة به فيما يتعلق بالشؤون العسكرية لأنه يستمع إلى قادته العسكريين. لكنه يميل دائما إلى الاحتفاء بجنرالاته حينما يقدمون له غطاء سياسيا ثم يغرز الخنجر في ظهورهم حينما تنتفي الحاجة إليهم.

ففي الأسبوع الماضي رفض بوش أي لوم له بسبب الفوضى السائدة اليوم في العراق والتي تلت غزو مارس 2003. إذن من هو المخطئ؟

أشار بوش بإصبعه صوب الجنرال تومي فرانكس، قائد القيادة الوسطى آنذاك. وضمن هذا السياق قال الرئيس: «كان سؤالي الأول للجنرال فرانكس: هل لديك ما يكفي لتحقيق النصر؟ ولديك ما يكفي للنجاح بعد أن تنجح في إزالة صدام حسين؟ وكان جوابه: نعم».

إنه تومي فرانكس نفسه الذي منحه بوش ميدالية الحرية عام 2004.

ثم حينما عارض معظم القادة العسكريين الكبار، بمن فيهم جميع رؤساء الأركان، اقتراح «الزيادة الكبيرة المؤقتة» في عدد القوات الأميركية داخل العراق في السنة الماضية جاء رد فعل بوش ليس بالاستماع إليهم بل بإقصاء أرفع قائدين عسكريين مسؤولين عن العراق واستبدلهما بقادة أكثر انقيادا بمن فيهم ديفيد بترايوس.

وكان بترايوس قد كتب مقالة في واشنطن بوست قبل 5 أسابيع من انتخابات عام 2004 بعنوان «أسباب التفاؤل» في العراق. والآن أصبح بترايوس رجل بوش «الأساسي». لعله بحاجة إلى مراقبة ظهره.

قال توماس ريكس في عدد يوم الاحد من واشنطن بوست: «كلما دافع بوش عن استراتيجيته الجديدة في العراق هذه السنة ذكر اسم الجنرال ديفيد بترايوس».

وذكر في المقالة أن «بوش أطلق على بترايوس «رجله الأساسي» في خطابه بكليفلاند يوم الثلاثاء الماضي. وفي يوم الخميس سعى الرئيس إلى إنهاء التمرد بين أوساط الجمهوريين حينما قال إنه يريد الانتظار كي يرى ما سيقوله ديفيد. أنا أثق بديفيد بترايوس وبحكمه».

وقال جنرال متقاعد: «الخطر هو أن يعتبر بترايوس فاشلا على مستوى التماشي مع توقعات الرئيس وبالتالي يصبح الرجل الساقط بالنسبة للإدارة».

وقال لورنس كورب مسؤول البنتاغون السابق: «حينما يريد بوش ومساعدوه تغيير الاستراتيجية العسكرية تغييرا حادا يبدو أنهم يلتفتون إلى الجنرالات الذين اعتمدوا عليهم ذات يوم علنا». فخلال فترة الاستعداد للحرب وحينما أبلغ الجنرال اريك شينسكي رئيس هيئة الأركان السابق الكونغرس عن وجود حاجة لعدد أكبر من الوحدات لضمان استقرار العراق، جرى توبيخه علنا من قبل نائب وزير الدفاع السابق بول وولفويتز.

وكتب كورب في مقالته أيضا: «في الفترة الأخيرة وجه اللوم للجنرال جورج كيسي سلف بترايوس لعدم قيامه بما يكفي لتحسين أمن المواطنين العراقيين كذلك أقصي الجنرال بيتر بيس رئيس هيئة قيادة الأركان في الشهر الماضي على يد وزير الدفاع روبرت غيتس. إنها إدارة تريد أن تلوم الجنرالات» على أخطائها.

*خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»