لهم شأن آخر

TT

شهد العالم في هذا الشهر تغييرات حكومية في كثير من الدول وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا والهند. وانبرى الناطقون بالترحيب بالرؤساء الجدد وعقد الآمال على منجزاتهم. هذا ما جرى عليه العرف في معظم البلدان الديمقراطية. بيد أن العراقيين المفطورين على السلبية كان لهم شأن آخر. ما أن تولى ياسين الهاشمي رئاسة الحكومة في مارس (مارت) 1935 وعهد برئاسة الأركان الى طه الهاشمي حتى تحداهما الشاعر اليعقوبي قائلا:

قالوا وزارتكم ياسين يرأسها

وقائد الجيش طه في الميادين

يا رب طه وياسين بحقهما

أجر عبادك من طه وياسين

بعد سنوات قليلة، أسندت الوزارة الى أرشد العمري عام 1946 فقال فيه شعراء العراق:

قالوا الوزارة ألفت

برئاسة العمري أرشد

فاستقبل الناس الوزا..

.. رة بالصلاة على محمد

في 16 سبتمبر (أيلول) عام 1950عاد نوري السعيد الى الحكم فتولى رئاسة الوزارة، وجاء معه بخليل كنة وزيرا للمعارف. ما أن أعلنت أسماء أعضاء الوزارة في الصحف حتى انبرى القوم للتعبير عن رأيهم فيها:

ألفت يا نوري السعيد وزارة

وعلى الرذيلة قام أسُّ بلائها

فكفى بها خزيا وعارا دائما

أن «ابن كنةََ» كان من أعضائها

أخيرا لم يستطع القوم الصبر أكثر مما صبروا فتآمروا وثاروا على الحكم في انقلاب 14 تموز 1958 وبه تسلم عبد الكريم قاسم رئاسة الوزارة. ولكن لم تمض غير بضعة اشهر حتى بدأوا يتضايقون من الجمهورية ويتآمرون عليها. فانطلق اليعقوبي ليقول فيها:

شكا الناس يا نوري السعيد وزارة

ترأستها والعهد إذ ذاك مظلم

ولكنهم لما ابتلوا «بابن قاسم»

ومن بعده صلوا عليك وسلموا

وكان ممن جاءوا من بعده طاهر يحيى في عهد عبد السلام عارف. فقال فيه الشاعر:

وزارتنا أضحى «ابن يحيى» يديرها

فيا ليت قد دارت عليه الدوائر

وقالوا سيحيا العدل فيها «بطاهر»

فقلت لهم ما في الوزارة طاهر