يا رب لا تقبل دعاءه!

TT

وأنا أكتب مذكراتي.. توقفت عند زيارتي للبابا العظيم يوحنا الثالث والعشرين. أما أنا فقد اعتدت على الكنائس والأديرة حتى قيل انني مسيحي وترددت على المعابد اليهودية حتى ظنوا أنني يهودي.. وكنت دارساً متعمقاً وما أزال..

وفي سنة 1963 ذهبت الى الفاتيكان في مسوح الرهبان أستمع وأشاهد حدثاً خطيراً.. فالكنائس تعرض اقتراحاً: أن البابا معصوم من الخطأ.. وقد وافقوا على ذلك بالإجماع. تناقشوا ووافقوا على تبرئة اليهود من دم المسيح. فقد كانت الكنائس تلعن اليهود في كل صلاة.. وقررت الكنائس أن يهود اليوم لم يرثوا ذنب اليهود من عشرين قرناً!

وأيامها كتبت مقالا بعنوان: لا صلبوا المسيح ولا قتلوا كنيدي.. فقرر نادي القلم الدولي فصلي من عضويته.. وإن كنت بعد عشرين عاماً صرت رئيس نادي القلم الدولي في مصر..

ولكن قبل ذلك ذهبت إلى البابا يوحنا الثالث والعشرين مع إحدى قريباته وهي إيطالية ودارسة للفلسفة جميلة ذكية ـ أجمل من رأيت. وكانت تتعجل الزواج.. وكنت لا أتعجل الزواج. والسبب عندي أنني لم أصبح شيئاً مذكوراً بين قومي. أنا في مستهل حياتي لا أعرف مصيري.. والزواج يمكن تأجيله. ولكن مستقبلي وحرصي على ذلك غير قابل للتأجيل.. وذهبنا إلى بابا الفاتيكان نطلب منه البركة لنا في حياتنا.. فدعا لنا.. وأنا في سري دعوت ألا يقبل دعاؤه..

هي خرجت سعيدة.. وأنا خرجت تعيساً. وأتساءل: نفرض أن ربنا قبل دعاء بابا الفاتيكان؟ نفرض لا قدر الله أن وجدت نفسي عاجزاً عن مقاومة هذا الحب الجارف لفتاة جميلة جداً متعمقة في دراسة الفلسفة وأقرب الناس إلى قلبي وعقلي.. ولن أجد لها مثيلا لا هنا ولا هناك.. وأنها قدري. وأن قدرها أن يكون أحد أقربائها على عرش الفاتيكان ولكن ربك رب قلوب.. والحمد لله الذي نصرني على البابا.. وهزمني أمام نفسي وأمام من أحب.. لقد عشت ساعتها منتصرا، ومهزوما وحتى اليوم!