أي امرأة؟! وأي رجل؟!

TT

هل بالفعل صنعت المرأة فن الحياة بأنوثتها، كونها تهدف دوما لتحيا عمرها، من خلال التمتع بكافة مراحله، بعكس الرجل الذي يعتبر الحياة وسيلة لتحقيق غاياته، وتذوق نجاحاته، مما خلق صراعا مبطنا بين الطرفين؟! هل حقيقة ان المرأة كما يرى بعض المفكرين، لا تستطيع العيش بمفردها بسبب طبيعة تكوينها الانثوي التي تلح عليها في عدم البقاء وحيدة، وانها من اجل هذا تسعى دوما خلف الرجل لتلتصق به وتكون معه اسرة، مما يبعث في اعماقها البهجة والسرور ويشعرها بقيمتها ومكانتها في مجتمعها؟! هل كل النساء متسلطات يتطلعن الى امتلاك الرجل، واخضاعه لهن كما يتهمها العديد من الرجال؟! هل اتساع هوة الخلافات بين الرجال والنساء، تعود الى خروج المرأة للحياة العملية، وغرق الطرفين في لجج لقمة العيش وتحقيق الطموحات، مما اضطرها الى الضن بعواطفها، ومن جهة اخرى منحها احساسا قويا ان الرؤوس تساوت لتقاسمهما اعباء المسؤوليات؟! هل الامر يعود الى ان المرأة اكتشفت متأخرة ان الرجل الذي ضحت من اجله بالكثير في الماضي، تمادى في استغلال سلطته، وزادت مطالبه عن الحد، مما جعلها تنفجر وترفع صوتها مطالبة بحقها الطبيعي في الحياة كانسانة؟! لماذا يجب على المرأة ان تدفع دوما ثمن تفوقها على الرجل؟! هل يجب ان تتقمص دور الغبية ليتفاخر الرجل برجولته، ويشبع الأنا المتضخمة عنده؟! يقال ان معظم الرجال يحذرون المرأة الذكية، اكثر من حذرهم من المرأة الفاتنة، بل انهم يهربون الى الاتجاه المعاكس الذي تسير فيه امرأة حباها الله بنعمة الذكاء والجمال، لقناعتهم بأنهم غير قادرين على السيطرة على هذه النوعية من النساء، لتأثيرهن السحري عليهم والذي قد يفقدهم توازنهم ويجعلهم عاجزين عن مواجهة هذا الاعصار البشري اللاارادي، مما يزعزع الاستقرار العاطفي والنفسي لهذه الفئة من النساء، نتيجة تذبذب علاقتهن مع الرجل!! اللهم الا ندرة من النساء وهبهن الخالق هذه المواصفات واستطعن النجاح في حياتهن الزوجية بجانب نجاحهن المهني، وقادهن حظهن الحسن الى الارتباط برجال متميزين لا توجد لديهم عقد ذكورية ولا يحملون في دواخلهم رواسب اجتماعية عقيمة، ويؤمنون بحق المرأة في اثبات ذاتها، ومساندتها لتحقيق طموحاتها، وقد كتبت الكاتبة البريطانية الذائعة الصيت فيرجينيا وولف، رسالة قبل انتحارها الى زوجها الذي وقف الى جانبها في محنة مرضها، بأنها مدينة بنجاحاتها له. وعلى النقيض هناك الباحثة العربية ملك حفني ناصف، الملقبة بباحثة البادية، والتي عانت من زوجها الامرين بسبب غيرته من شهرتها وتألقها الفكري. اما الكاتبة العربية مي زيادة التي سبقت زمانها بثقافتها وفكرها المتطور، فقد انتهت حياتها نهاية مأساوية، بالرغم من حوم الكثير من المثقفين حولها، واعجابهم بشخصها، الا انهم وضعوا خطوطاً حمراء في علاقتهم بها، لم يتمكنوا من تجاوزها. هل حقيقة ان لا قيمة للعبقرية عند المرأة، لأن المرأة تحب ما يلمع، لا ما يسطع، كما يرى الكاتب انيس منصور؟! ترى احدى الكاتبات ان السبب الرئيسي لعدم انتاج المرأة انتاجا يعادل في عظمته انتاج الرجال، ان النساء ليس لهن زوجات!! ويرى بعض المفكرين ان عدم وجود عبقريات من النساء، لا يعود الى هذا العامل، وانما لأن الرجل بطبيعته يلتقط الافكار المجردة ويحولها الى ابداعات واكتشافات، بعكس المرأة التي تسعى الى استخلاص جوهر الحقيقة، لذا تعتمد النساء على حاستهن السادسة، ونظرتهن الداخلية، في تقييم الاشياء من حولهن، بعكس الرجل الذي لا يملك هذه الحاسة، وبالتالي يتفحص بدقة مجردة ما يقع امام عينيه. كما ان الصداقة بين الرجل والمرأة في رأي كثير من الناس لا يمكن ان تتواصل بين الجنسين بمعناها الدقيق المتعارف عليه، وانما يلجأ الرجل اليها حين يرغب في الخلاص من علاقة بات يتململ منها، او يستخدمها كل من الطرفين كوسيلة حضارية حين يبغي احدهما تحجيم الطرف الآخر، لعدم ميله عاطفيا له، او نشوء صداقة باهتة بين الطرفين، كنتيجة حتمية لمخلفات حب تآكل مع مرور الزمن لظروف مريرة خارجة عن ارادة كل منهما.

من هي المرأة التي يحلم بها الرجل؟! هذا الاستفتاء الذي اجري مع شريحة متباينة من الرجال، ونشرته جريدة «الشرق الأوسط» في سطور مقتضبة، اجمع كافة الرجال على توفر صفة الاخلاص والتفاني في المرأة، دون الاخذ بالاعتبار ان المرأة ايضا تبحث عن الامان في الرجل من خلال علاقتها المتينة معه المبنية على الصدق والاخلاص ايضا. وتابعت ما كتبه الزميل عبد الله باجبير عن «جمعية المرأة المستسلمة» التي اسستها سيدة في اميركا، مهمتها اسعاد الرجل، وان المرأة تحقق سعادة اكبر عندما تطيع زوجها، ملقية السيدة التي اسست هذه المؤسسة المسؤولية كاملة على عاتق المرأة في ارتفاع نسب الطلاق في العالم، لأنها تطالب بمساواتها معه في كافة الحقوق!! ولا ادري هل الحياة الزوجية رجل فقط، ام امرأة، ام هي مؤسسة مشتركة؟! اذا كانت رجلاً فقط!! فأنا اؤيد الشعار الذي رفعته مؤسسة هذه الجمعية، وليس مهماً ان تصاب المرأة بأمراض الضغط والسكر وتصلب الشرايين، مقابل هدهدة الرجل وتلبية مطالبه وتقديمها على طبق من فضة، حتى لو داس على كرامتها واهان آدميتها!! واذا كانت امرأة!! فلتدر ظهرها للرجل، ولا تسعى لتوفير الراحة والسكينة له، ولا تحترم رجولته، وتضرب بعرض الحائط كل ما يؤدي لاستقرار اسرتها!! واذا كانت الحياة الزوجية شراكة قائمة على المودة والرحمة، فهذا يعني ان يحاول كل طرف التفاني من اجل اسعاد الآخر، وبذل التضحيات لتسير دفة الحياة بهدوء، مع الايمان بأن الحياة ليست في استماتة كل طرف تغيير طبائع الآخر، بل في تقبلهما لعيوب ومحاسن بعضهما، وليس من المنطق ان تتنازل المرأة عن انسانيتها لتدغدغ طفولة الرجل، ان من حقها ان تشاور وتناقش وتجادل، وتثور وتغضب وتبكي وتضحك!! وكما يقول الكاتب انيس منصور ان الآلة الموسيقية لا تحتاج لتغيير، لكي يعزف عليها الرجل كل يوم لحنا جديدا!! اذكر انني قرأت مشكلة لامرأة نشرتها احدى المجلات، تتحدث فيها عن تجاربها الثلاث الفاشلة في الزواج، وقرارها النهائي برفض فكرة الزواج نهائيا، فالاول طلقها لأنها طوال الوقت كانت غارقة في كتبها، حتى طفح به الكيل قائلا: هل انت متزوجة من الكتب أم مني!! الثاني حاولت ان تتجنب اخطاءها مع الاول، هجرت القراءة ورمت الكتب من النافذة وصارت تتسمر ساعات امام شاشة التلفزيون، وطفح به الكيل هو الآخر قائلا: لا استطيع الاستمرار مع امرأة تافهة، لا تهتم بما يجري في مجتمعها!! والثالث ارتأت ان تصغي الى نصائح والدتها بتنفيذ كل ما يريده زوجها منها دون مناقشة حتى تستمر حياتها، وجاءت النهاية سلبية ايضا، فقد صرخ في وجهها متبرما بأنه يبحث عن زوجة تشاركه حياته بكل افراحها واتراحها، وتشعره ان هناك روحاً اخرى تعيش تحت سقف بيته، لا دمية قطنية يضعها في اي ركن دون ان تحتج او تعترض. ما رأي الرجال؟! سأسكت عن الكلام المباح!!