قد أفعل قريبا جدا!

TT

خطر لي أن أجمع أهم الرسائل التي تلقيتها من القراء ومن الأدباء من مصر ومن الخارج. فلم أجد إلا عشرات. وأدهشني أن كبار الأدباء كانوا يحتفظون بها لينشروها بعد ذلك.. كما فعل الكاتب الكبير برنارد شو.. أما الفيلسوف سارتر فكانت رسائله إلى الأدباء والفلاسفة أبحاثا طويلة احتفظ بها ونشرها. ولم ينشرها أحد غيره ولا حتى أشار إليها. ولا بد أن يندهش الإنسان كيف أن فيلسوفاً عظيماً مثل سارتر كتب كل هذه الروائع في الرواية والقصة والمسرحية والدراسات الفلسفية البديعة وفي نفس الوقت كتب هذه الرسائل الطويلة جداً.. كيف؟!

ومنذ أيام هددتني كاتبة بأن تنشر رسائل الملكة فريدة ـ ومنها رسالة طويلة عنها وعني.. وهي رسالة بديعة. ولكن أرى أنه لا يليق أبداً أن تنشر رسالة خاصة جداً عن مشاعر خاصة جداً. ولو كانت على قيد الحياة لرفضت نشرها. وحمدت الله أن بنات الملكة قد أحرقن بعد وفاتها كل ما كان لديها من رسائل خاصة وعامة.. رسائل من والدهم الملك فاروق ورسالتان مني!

وكان الأستاذ العقاد قد كتب عدداً من الرسائل شديدة التحفظ إلى الآنسة مي. وقد أعادتها إلى العقاد. وبعض هذه الرسائل قد نشرتها في كتابي «في صالون العقاد كانت لنا أيام».. أما رسائل مي إلى العقاد فهي أشد تحفظاً. وليست لها أية قيمة أدبية.. لأنها كما يقول المثل الشعبي المصري: كلمة ورد غطاها!

ومما وجدته عندي رسائل طويلة إلى يوسف السباعي وإحسان عبد القدوس ويوسف إدريس ولويس عوض وإلى الممثلات الإيطاليات: اليانورة روسي ذراجو وسيلفانا بمباينني.. وعدد لا بأس به من الرسائل القصيرة إلى المطربة الإيطالية المصرية داليدا.. والى الرهبان الأب قنواتي والأب بولانجيه.. أما الذي كتبته للأستاذ توفيق الحكيم فهو يصلح أن يكون بحثا كاملا عن (مسرح العبث) وأنه كان من الضروري أن يولد في مصر في عهد عبد الناصر لا أن نستورده من فرنسا..

ويدهشني أنني كتبت هذه الرسائل, ولأسباب ليست واضحة عندي الآن احتفظت بها ضناً على النسيان والاهمال، فقد كان في نيتي أن أكتب، وأن أبعث بها إليهم. وأين هم الآن؟ ولعلي أنشرها قريبا!