الشعراء في إخوانياتهم

TT

كدت أنسى زاويتي «الشعراء في اخوانياتهم» لولا ان ذكرني بها الاديب والعالم السعودي محمد احمد مشاط الذي تفضل علي بإهدائي مجموعته الشعرية الجديدة «هم أشعلوا الشعر»، وقال انها جاءت من وحي تلك الزاوية. الحمد لله لم تضع جهودي فيها عبثا.

كثيرا ما وجدت العلماء والتكنوقراط السعوديين يتعاطون الشعر بالإضافة لاحترافهم العلوم والتكنولوجيا. يحضرني منهم بالذكر في هذا الصدد صديقنا غازي القصيبي. التفت الى هذه الظاهرة اعضاء لجنة مشروع الألمنيوم التي عقدت اجتماعا لها في بغداد عام 1976. استغربوا من امر العضو السعودي محمد مشاط. فتحدوه اثناء وليمة غداء في مطعم «الشموع» بأن يثبت لهم شاعريته بنظم شيء من القريض. قالوا ذلك بينما دخلت المطعم شلة من الحسناوات العراقيات. فارتجل على الفور وقال:

لما رأيت ذوات الحسن قلت لهم

في مطعم «الشمع» ما هذي الأقاويل؟

إن الشموع التي في رأي بعضكم

هي البدور أضاءت والقناديــــل

وبعد ان افحم تحديهم لشاعريته، اخذ موضع المقاتل في هذا الهجاء الساخر الظريف يداعبهم :

يا رب ظبي مليح القد والجيد

من خود طيبة حلو الثغر املود

ودعتها فبكت يا ليتها عرفت

اني بكيت بلا دمـع وتسـهيد

لما بعثت «لمشروع» له خطر

فيه الإخاء وفيـه كل محـمود

لكن «لجنته» ـ حاشاك ـ شرذمة

من كل صقع أتوا كالجن في البيد

عصابة ـ ويلها ـ اما ابتليت بها

نشـدت بعـدهم عن كل منشود

وما لهم من خصال يشرفون بها

ولا جـمال ولا كانوا من الصيد

اذا امرءا منهم ابصرت عن كثب

رأيـت اعجـوبة الأيام والسود

إن كان في الارض سبع من عجائبها

فما شهدت حماك الله مشهودي