يا رب أنت وحشتني

TT

يا رب رحمتك.. يا رب حكمتك.. يا رب عظمتك.. لقد وحشتني السماء لم أعد أجدها.. فكل شيء مغطى بالسحاب والتراب والهباب. كأنني تحت الأرض أخوض فيما لا أرى ولا أحب، ولا أعرف كيف الخلاص من كل ذلك..

مرة واحدة رأيت السماء في صحراء السعودية.. ما هذه الأبهة، ما هذا الجمال ما هذا الجلال..! لا توجد سماء الا هناك.. انك ترى ملايين النجوم قريبة كأنك تمسك بها بيديك.. مع انها تبعد مئات وألوف السنين الضوئية..

انني انتظر يوماً من كل عام، أسافر فيه الى أحد المراصد الفلكية فوق الجبال وسط المحيط.. هناك لا سحاب ولا ضباب ولا هباب.. ووراء العدسات نأتي بالسماء.. نيران وغازات وحمم وعواصف.. كأنها جهنم.. مع ان الذي أراه مساحة صغيرة من كون لا نهائي.. ما هذا الذي هناك.. ما المعنى.. ما الحكمة وما النهاية ما البداية.. وهل هذا الكون واحد أو ألف كون بعضها الى جوار بعض. وما معنى كلمة (جوار) وما معنى كلمة فوق وتحت ويسار ويمين.. لا معنى لها جميعاً. فنحن لا نعرف للكون أولاً ولا آخر، ولا بداية ولا نهاية.. ومنذ حدث الانفجار العظيم من 14 ألف مليون سنة.. والكون يتحرك ويسرع في حركته. لماذا والى أين؟ وهل سيرتد الكون، ويظل يرتد حتى يدخل بعضه في بعض بعد ألوف ملايين السنين حتى يصير ذرة، كالتي كانت بداية الانفجار العظيم.. لا أحد يعرف..

إن أستاذنا الفيلسوف العظيم كنت، كان يقول: لا شيء يزلزلني إلا النظر إلى الكون حولي، وصوت الضمير في داخلي..

مع أن الكون الذي رآه الفيلسوف ليس كالذي نراه في الصحارى الشاسعة، بعيداً عن الأضواء والضوضاء..

يا رب وحشتني!