أسبوع للكراهية

TT

تتواصل استثمارات 11 سبتمبر من قبل بعض المتشددين في أميركا، للتكريس لحالة من العداء بين الغرب والإسلام، وأحدث هذه الحملات اعتزام مجموعة من هؤلاء إقامة أسبوع للتوعية بما أسموه الفاشية الإسلامية في 200 جامعة أميركية، خلال شهر أكتوبر القادم، ويتزعم هذه الحملة متشددون أمثال رئيس الاستخبارات الأميركية الأسبق جيمس ويلسي، والسيناتور السابق ريك سانتور، والمتشدد فرانك جافني، والكتاب ديفيد هورويتز، ومارك ستين، ودانييل بايبيس وآخرين، فهؤلاء المتشددون لا يريدون لنار 11 سبتمبر أن تخمد بغية استمرار استغلالها في حشد الكراهية والبغضاء، فتكريس العداء هو ما يجمع كل هؤلاء في هذا المشروع الاستفزازي، الذي اختيرت له الجامعات مسرحا، رغم ما تضمه تلك الجامعات من طلاب مسلمين سيجدون في تلك الحملة ما يستفز مشاعرهم، ويثير روح الكراهية ضدهم.

والحقيقة التي يجب أن تقال إن 11 سبتمبر هي من أعظم الذرائع التي قدمتها «القاعدة» للغلاة المتطرفين في الغرب للإساءة إلى الإسلام والمسلمين، وها هي سهام الكراهية تنهال من كل حدب وصوب، ما بين مهدد بقصف أقدس الأماكن الإسلامية ـ كمكة المكرمة والمدينة المنورة ـ بالأسلحة النووية، كما صرح بذلك مرشح الرئاسة الأميركية توم تانكريدو، وما بين محذر من شبح إسلامي هائل يخيم على العالم ويتهدده، وفق رؤية السيناتور الاميركي تشارلز شومر.

ولا أحد يستطيع أن يتنبأ بما سيؤول إليه مسلسل التحريض الذي يتبناه البعض في أميركا والغرب، ومدى التأثير الذي يمتلكه على الناشئة في الجامعات والكليات، وما يجده ـ هذا البعض ـ في ممارسات المتطرفين الإسلاميين من دعم لتأكيد وجهات نظرهم.. وليس أمام العالم الإسلامي لمواجهة هذه الحملات سوى استمرار الجهد وتكثيفه لتنقية ساحته من فلول المتطرفين، فذلك من شأنه نزع الذرائع التي يتذرع بها الخصوم للنيل من الإسلام والمسلمين.

وحتى يتحقق ذلك قلبي مع الأقليات الإسلامية التي تعيش في الغرب من ظلم تلك الحملات، ومن قسوة الصورة النمطية المخاتلة التي يحاول البعض هناك إلصاقها بكل مسلم.

[email protected]