شربت القهوة وقدمت الفنجان لمن يقرؤه. وانتظرت. واندهشت. وحدث ما قالته قارئة الفنجان.. مرة وألف مرة في مصر وخارج مصر.. وقدمت كفي لمصريين وهنود واستمتعت وتطلعت وانتظرت وحدث ما لم يخطر على بال. وليست مرة وإنما عشرات المرات. فواحد قال لي يوم كذا سوف لا تكون في هذا المكان ولا في هذا العمل. وحدث ما قاله باليوم والساعة..
وأعرف عدداً من قراء الكف في مصر وخارجها..
وذهبت إلى كينيا وفي غاباتها وقفنا في ذهول أمام رجل عريان ملط ـ أي عريان تماماً. ولا قدم لنا قهوة ولا مددنا له أكفنا.. وإنما هو أخرج بعض عظام الدجاج من كيس قديم قذر.. وطلب إلى واحد منا أن يلمسها وأن ينفخ فيها.
وألقاها على الأرض وأطلق ثعلباً من قفص وجاء الثعلب وراح يقلب في العظام ثم دخل القفص.. أما الرجل فقال كلاماً عجيباً لواحد منا.
وكان صحفياً أمريكياً. ولكي يتأكد الصحفي مما قال هذا الساحر اتصل بزوجته فوجدها في المستشفى كما قال الرجل. وكانت قد أصيبت في حادث سيارة كما قال الرجل.. هذا الرجل يعيش عارياً في الغابات لا يعرف من الذي حوله شيئاً. ولكن كيف رأى وتأكد مما أصاب زوجة الصحفي في نيويورك؟!
وأنا في هونج كونج جلست إلى أحد الصينيين الذي يقرأ فنجان الشاي.. أي أوراق الشاي في قاع الفنجان؟! ما الذي رآه وكيف رآه.. وكيف توقع لي أن يحدث كذا وكذا.. ولآخرين كانوا معي.. أين هذا الذي رآه في أوراق الشاي أو مسحوق البن.. أنا شخصياً لا أعرف كيف، ولكن أعرف أن السبل إلى معرفة الحقيقة ليس واحداً.. ولكن هناك سبل كثيرة.. علمية وطنية وخرافية.. وإلا اشرح لي ما هذا الذي حدث ويحدث وأنا على يقين من كل ذلك!