الأطفال كيف يرون السلام؟!

TT

كانت فكرة ذكية وجميلة: كيف يتصور الأطفال السلام بين مصر وإسرائيل؟، فقد جاءني أحد المدرسين من إسرائيل ومعه رسومات لمائة طفل، كيف يتصورون السلام بيننا.

وطلب هذا المدرس أن يقوم بنفس الدور فى أية مدرسة مصرية، وقد وافق الرئيس السادات على الفكرة، وذهبت مع المدرس ووزعنا الأوراق والأقلام على الأطفال الصغار بعد أن حدثتهم عن الحروب والمآسي والدماء والدمار، وسألت إن كان لهؤلاء الأطفال أقارب قد ماتوا في الحروب.. وإن كانوا يعرفون أولادهم وزوجاتهم.. وماذا حدث لهم الآن، وكيف يتخيلون نهاية كل هذه الكوارث الانسانية.. وجمعت الأوراق، ولم أجد اختلافا كبيرا بين مفهوم السلام عند الاطفال هنا وهناك، فكلهم رسموا حمامة السلام وفي مناقيرها أغصان زيتون.. ورسموا خطوطا خضراء وجسورا وقصورا.. وزرعوا البنادق في الأرض الخضراء فأزهرت وأثمرت..

وبعض الأطفال كتب أغنيات من تأليفه ليست موزونة ولكنها شاعرية .. طفل من إسرائيل قال: إن العصافير فتحت له النافذة .. ونشرت أجنحتها وحملته بعيدا إلى السماء.. وطفلة مصرية رسمت كل الأشجار على شكل عرائس بفساتين بيضاء.. وكلها خرجت من تحت الارض دليلا على الحياة والحب والسعادة!

وبعد أن رأى الرئيس السادات كل هذه اللوحات من هنا وهناك قدمت له المفاجأة التي جعلته يضحك ويضحك ويقف ويجلس حتى نزلت الدموع من عينيه، فقد تخيلت طفلة اسرائيلية ان المشاكل التى بيننا ستحل وسوف يعم السلام الجميع إذا تزوج السادات جولدا مائير .. وقد وضعت الاثنين في «الكوشة» واتمخطري يا حلوه يا زينة!