نحن أبناء اليقظة آباء الأرق!

TT

نحن مختلفون تماماً. ولكن يجمعنا مع الأسف شيء واحد: أما نحن الأدباء دكنز وديماس الأب وكافكا وفرانكلين وكبلنج وبروست والممثل كاري جرانت والممثلة مارلين مونرو والعبقري نابليون والامبراطورة كاترين الكبرى والرسام الكبير فان جوخ، طبعاً سوف تقول إننا بشر. صحيح. ولكن هناك الذي يجمعنا وينفرد بنا واحداً واحداً ويعذبنا ويجعل ليلنا نهاراً ونهارنا ليلا. ونحن جميعاً نلهج بعبارة واحدة: الله يلعن الأرق!

لقد كان نابليون يستطيع أن ينام راكبا حصانه. وأنا من الممكن أن أغفو لحظات في السيارة، فإذا حدث هذا، لا قدر الله، فلن أنام حتى الصباح. فكأنني في لحظات أنفقت كل رصيدي من النوم!

وكان الأديب كافكا يضرب دماغه في الحائط ظناً منه أن شيئاً قد سد منافذ النوم، فهو يريد أن تسقط كل الأقنعة عن ينابيع النوم، ولا ينام.

وكان الأديب الإنجليزي دكنز يعد من واحد لألف ثم يعيدها من ألف إلى واحد لعله ينام. وكان ينام إذا قام بهذه الرياضة مرتين وثلاثاً!

أما الجميلة مارلين مونرو فهي لا تبذل جهداً وإنما تكتفي بأن تبتلع أي عدد من المنومات.. ولما نصحها الأطباء بأن المنومات تفسد بشرتها الجميلة نصحها أطباء آخرون بأن تشرب كوباً من اللبن بعد أي عدد من كؤوس الخمر. وكانت مطيعة فهي تتعاطاها كلها معاً!

وقيل للممثل الكبير كاري جرانت أن يقوم ببعض الرياضة البوذية. واختار منها ما يناسبه كأن يجلس قبل النوم في السرير وتجيء القهوة والإفطار والصحف وهو في السرير.. ويتكلم في التليفون في انتظار أن يجيء النوم. وفجأة يسقط نائماً فوق الطعام والشراب والصحف!

أما المخترع العظيم أديسون فهو لا يعرف إن كان قد نام في أي يوم.. فهو حالم بإنجاز اختراعات كثيرة. وكلها يخترعها أثناء النوم الذي يشبه اليقظة واليقظة التي هي مرحلة من مراحل النوم.

وكان أفضلنا جميعاً الفنان الكبير فان جوخ إنه يرسم أثناء النوم. وكل ما يخيفه أن يشرب الألوان خطأ فيموت.. ولذلك كان يضع اللوحة في مكان بعيد عن الألوان وينتقل بين الألوان واللوحة.. وإذا انهار تماماً ففي المسافة بين اللوحة والفرش وأقلام الألوان.