مسلسل لكل مواطن

TT

لو وزعت المسلسلات الرمضانية على المشاهد العربي طوال العام لأصابته بالتخمة، فكيف هو حالنا وقد حشدت كل هذه الدراما في شهر واحد!.. حتى أنني لأشعر أنه قد آن الأوان لأن يكون لكل واحد تلفزيونه الخاص، فداخل البيت الواحد تتوزع اهتمامات أفراد الأسرة بين هذا الكم من المسلسلات التي تقدم في أوقات متداخلة، فهذا يريد أن يشاهد «باب الحارة»، وآخر يتابع مسلسل «طاش 15»، وثالث «عمارة يعقوبيان»، ورابع «الملك فاروق»، وخامس وسادس وصولا إلى آخر فرد في الأسرة العربية المتخمة بالصبيان والبنات.

وفي سباق القنوات الفضائية ثمة قنوات كان لها نصيب الأسد من هذه المسلسلات، وأخرى تخلفت عن الركب، ولم يلحقها من كعكة الإعلان السنوي سوى الفتات، وأخال قناة MBC أكثر القنوات استحواذا على المشاهد العربي، خاصة بعد استيلائها على الوجبة الدرامية الخليجية الرمضانية الأساسية «طاش ما طاش»، وعجز مؤسسات الإنتاج الخليجية من إيجاد المنافس حتى اللحظة.

وللمسلسلات الرمضانية نجومها أمثال يحيى الفخراني الذي نجح ذات عام في دور «عباس الأبيض» ليقتات على ذلك النجاح بعد ذلك في مسلسلين لم يرتقيا إلى المستوى المأمول من ممثل عملاق كيحيى الفخراني، ومثله نور الشريف الذي نام في العسل بعد الحاج متولي، وكذلك الممثل السعودي فايز المالكي الذي تألق في أول بطولة له قبل عامين، ومنذ ذلك النجاح لم يوفق في عمل درامي يستثمر كل طاقاته.. وتبقى للمسلسلات السورية خصوصيتها، إذ تخلصت مبكرا من هيمنة الممثل الواحد وخرافة البطولة المطلقة، ومسلسل «باب الحارة» الذي يعرض الجزء الثاني منه هذا العام يتجاوز احتكار النجم الأوحد، حتى ليحتار المتابع لهذا العمل الكبير في تحديد أدوار البطولة، وليصح القول بأن البطولة المطلقة كانت لفريق العمل بأكمله، وهذه ليست خاصية في المسلسل، ولكنها سمة من سمات الدراما السورية التي تتصف بالجدية والعمق ومتانة الحبكة، ومن المؤكد أن حصتها في سوق المسلسلات الرمضانية لا يتناسب مع إمكاناتها وتميزها.

وتبقى كلمة أخيرة: تخيلوا لو أن كل هذه المسلسلات الرمضانية تستهدف النهوض بوعي الأمة.. كيف سيكون حالنا؟!

حقا من يزرع الريح يحصد العاصفة.

[email protected]