دليل جديد !

TT

مع استمرار تدفق أعداد الخارجين من الادارة الامريكية (بمختلف الأسباب والأعذار) يستمر ظهور الكم الهائل من التفاصيل المفزعة والأحداث العجيبة التي كانت تدور داخل كواليس هذه الادارة خلال إحدى أخطر الفترات وأكثرها إثارة للجدل. ولكن الآن يظهر كتاب ليس كسائر الكتب التي كتبت عن نفس المواضيع ومن شخصية ليس كسائر الشخصيات التي تحدثت في نفس المسائل.. الكتاب هو «زمن الاضطراب» والكاتب هو رئيس البنك الفيدرالي المركزي الامريكي الأسبق آلان غرينسبان.

يقول غرينسبان، وهو السياسي والاقتصادي المرموق والبالغ الآن من العمر 81 سنة، إن ادارة بوش دخلت الحرب على العراق لسبب واحد فقط هو النفط، وأنها كانت الادارة الأسوأ في ادارتها للشأن المالي والذي تسبب في مضاعفة الديون الامريكية بشكل قياسي غير مسبوق بات يحسب الآن بالبلايين من الدولارات، وكذلك تسببت هذه السياسات في ميزانيات غير موزونة وشديدة الاضطراب. ويضيف غرينسبان أن هذه الادارة هي الاشد اضطرابا من بين ست ادارات عايشها في مناصب مختلفة ومراحل متفاوتة.

ويثير هذا الكتاب والتصريحات التي صدرت من غرينسبان بعد ذلك في مناسبات مختلفة، لترويج الكتاب، الكثير من الجدل والأقاويل داخل الحزب الجمهوري تحديدا، نظرا للمكانة المهمة والمحترمة لـ«الجمهوري» آلان غرينسبان داخل حزبه، وأهمية تعليقاته في المسألة الاقتصادية والمالية تحديدا. وهذا هو فصل جديد لكشف فضائح «الادارة الأسوأ في تاريخ أمريكا» بحسب وصف الكثير من المعلقين والمحللين السياسيين.

ومن المهم جدا التفريق بين بوش وزمرة المحافظين الجدد، وبين أمريكا نفسها، فأمريكا لديها القدرة الهائلة على نقد ذاتها والمكاشفة الواضحة على سلبياتها السياسية (على عكس الكثير من دول العالم التي لا تستطيع الحديث في صغائر المسائل وليس كبراها!).

بوش، وإدارته، والتخبط المفضوح الحاصل في سياسته، والتلفيق، والخداع الذي روجت به الحرب.. كابوس بدأ الشعب الامريكي ومؤسساته داخل الحزبين السياسيين الرئيسيين يستفيقون منه، وبدأت لغة المساءلة تبدو بحدة أكبر.

لن يكون كتاب آلان غرينسبان هو الشهادة الاخيرة في إدانة بوش وإدارته وسياسته، فمع ازدياد الأدلة وجرعة الشجاعة لدى المسؤولين المغادرين من الادارة الحالية ها هي افلام هوليودية قوية تظهر على الشاشة هذا الشهر تدين وبشدة السياسة العسكرية في العراق، والمحاضرات والكتب التي تذهب بنفس الاتجاه لم تتوقف. يبقى التحدي في كيفية استغلال هذا الوضع بأفضل الأشكال مع مؤسسات المجتمع الامريكي نفسه.

[email protected]