وحدة المسبار

TT

تتطلب قراءة الصحف العربية زجاجة عقاقير مهدئة وخبرة في التاريخ ومسباراً فلكياً جغرافياً. وأما العقاقير فلا حاجة للشرح. وأما الخبرة التاريخية فلا بأس في توافرها في كل الحالات. وأما المسبار الفلكي الجغرافي فمن أجل أن نعرف ـ في وعينا الكامل ـ أين نحن في الكرة الأرضية. فقد فاجأنا أسامة بن لادن بقراره قيادة الثورة في باكستان. وكنا نعتقد حتى صدور بيانه الرخيم أن ثمة اتفاقاً غير مكتوب بينه وبين روالبندي يقضي بأن يقدر هو مكان وجوده وأن تتجاهل باكستان ذلك. لكن بعد الثورة المظفرة في أفغانستان، جاء دور الجارة المليئة بملايين اللاجئين الأفغان.

إلى أين إذن سيلجأ الباكستانيون لدى تلبية نداء النهضة؟ لا ندري.

نداء الواجب التالي جاء من الدكتور أيمن الظواهري: على بلدان المغرب العربي تطهير نفسها من الاسبان والفرنسيين. هؤلاء بضعة آلاف مستثمر يهربون من الضرائب أو من البرد في بلدهم. فإذا قررت إسبانيا وفرنسا أن تردا بالمثل، وفقا للقاعدة الظواهرية، كان علينا أن نعد العدة لترحيل حوالي عشرة ملايين إنسان على الأقل، يعملون على إعالة عشرة ملايين آخرين. أيضاً على الأقل.

غريب أن تكون جميع مظاهر التآخي العربي لها رسالة واحدة هي العنف والقتل والتهجير، وأن يأتي الدكتور الظواهري من مصر لكي يعلم الأفغان والباكستانيين والمغاربة، كيف يطردون حكامهم وكيف يستعيدون الأندلس. ونحن في لبنان جاءنا السادة فيصل إسماعيل العقلة من الجزائر والطيب الارماني من تونس. وطلال سلم بن صليع الصيعري من السعودية والأخ أحمد حسن أبو لبش من سورية ومحمد بن خلف محمد الجابري من عمان وسليم بن علي بن عبد الكريم من اليمن (أبو تراب للأصدقاء) وعلي جمعة محمد الشافعي من مصر ـ بالإضافة إلى نحو 50 موقوفاً آخر، جاءوا إلى لبنان يعطوننا درساً في الأخوة والمحبة والمستقبل الزاهر، بدءاً بذبح رجال الجيش.

كان يفترض أن تبدأ الطريق إلى الأندلس من نهر البارد، ولذلك جاءوا من جميع الدول العربية بكل رفعة وإباء يجمع بينهم قاسم مشترك واحد: الهويات المزورة. حتى إخواننا الفلسطينيون من سكان المخيم كانوا يحملون بطاقات مزورة لا لزوم لها. وأحب أن أقدم نصيحة مجانية للفوج المقبل من الذاهبين إلى الأندلس عبر طرابلس: لا تكبدوا أنفسكم تزوير الهويات! ليس في لبنان من يدقق.

لا تبددوا أموالكم دون طائل. وفروها للاستخدام في طرد الفرنسيين والإسبان من بلاد المغرب. إنهم العائق الوحيد أمام استعادة الأندلس. ثم لا تنسوا. المسألة مسألة أولويات، والأندلس قبل فلسطين، وطرابلس قبل الأندلس، وباكستان قبل الجميع.ثم إنني لا أمزح. إطلاقاً. هذه هي الصحف العربية أمامكم فاقرأوا. وشاكر العبسي قد نجا، بموجب الحموض النووية. ولا بد أنه يشكل فرقة أخرى للتوجه نحو الأندلس. لكن بعد الانتهاء من تعمير مخيم نهر البارد. من أجل أن يدمره مرة أخرى.