هل تنزلق سورية؟

TT

على الرغم من أن هناك حديثا متصاعدا، على كافة المستويات، عن ضربة اميركية متوقعة على ايران، إلا ان هناك خطرا حقيقيا يلوح في الأفق وهو احتمال وقوع حرب اسرائيلية ـ سورية.

من الواضح أن الاسرائيليين يتحركون بشكل مكثف على الحدود السورية، وربما داخلها، جوا و برا، كما تفيد الاخبار المتواترة، في ظل صمت اسرائيلي، ونفي سوري متواصل، وتسريبات اميركية، تسير في دعم أخبار الحركة الاسرائيلية على حدود سورية.

كل هذه الاخبار تجعل درجة الخطر بين الاسرائيليين والسوريين في تزايد. اسرائيل تستمر بالاستفزاز، وترهيب السوريين، ودمشق في موقف لا تحسد عليه داخليا وخارجيا.

حيث يصبح التساؤل مشروعا عن كيف تدعم سورية المقاتلين في العراق، وتمرر السلاح الى حزب الله، وتقدم له الغطاء السياسي، والإعلامي، في مواجهة إسرائيل، وتتدخل في لبنان من اجل حماية الحزب، وغير ذلك، بحجة التصدي للإسرائيليين، بينما دمشق ما زالت تردد أنها «تملك حق الرد»، وان الرد «سيأتي في حينه»، كما انها وبحسب وصف وزير الاعلام السوري، أي سورية، في مرحلة «ضبط دقيق لنبض العدو».

مشكلة سورية أنها اصبحت اقرب الى الحرب من ايران، ومن يعلم قد يكون ذلك جزءا من خطة ضرب طهران. في الوقت الذي لا تملك فيه دمشق كروتاً كثيرة، بعد ان وضعت كل بيضها في السلة الايرانية، وتبدو على شفا مواجهة مع اسرائيل لا اعتقد أن دمشق مؤهلة لها، وإلا لما تمادى الاسرائيليون في هذا الاستفزاز.

والورطة التي وقع فيها نظام دمشق اليوم هي انه بمقدار ما يمارس من عقلانية تجاه الاستفزاز الاسرائيلي، فانه في حرج متزايد، داخلي، وخارجي، خصوصا ان سورية اختزلت السياسة والحروب، بالشعارات التي تحرك بها الشارع في دمشق وبيروت، ومن أجلها يحاصر أنصارها لبنان في كل مكان.

والسؤال هل تنزلق سورية في بحر الاستفزازات الاسرائيلية وتستدرج الى حرب غير متكافئة ؟ فهذه الحرب، إنْ وقعت، ستكون مختلفة تماما عن حرب الثلاثة والثلاثين يوما بين اسرائيل وحزب الله في لبنان.

فهذه الحرب ليست مواجهة بين ميليشيا وجيش، بل انها معركة اكبر، وأي خسائر اسرائيلية سيكون مردودها سقوط حكومة اولمرت، وقدوم حكومة اخرى، بالطبع ستكون أسوأ منها، وعلى الغالب نتنياهو؟

أم تمارس دمشق انضباطا، وعقلانية، سيُفقدانها الكثير من رصيدها في الشارع السوري، واللبناني، خصوصا ان السوريين عقبة حقيقية تجاه الاستحقاق الرئاسي في بيروت، وعلاقات دمشق بالدول العربية ليست على ما يرام، بسبب كثرة اخطاء سورية، وحرصها على تحالفها مع طهران على حساب دول المنطقة.

هذه هي الاسئلة الملحة الآن، حيث ان مؤشرات انزلاق دمشق، بشكل سريع ومفاجئ، في مواجهة مع اسرائيل، أمر غير مستبعد، لكنه، بكل تأكيد، غير متكافئ.

[email protected]