مطلوب من الديمقراطيين: رؤى واضحة إزاء الشرق الأوسط

TT

نعم ما سمعته صحيح: في نقاش بكلية دارتموث مساء الاربعاء، لم يتمكن أي من المرشحين الديمقراطيين الثلاثة من التعهد بأن القوات الاميركية ستنسحب من العراق بنهاية فترة رئاسته او رئاستها.

أي في نهاية فترة الرئاسة الاولى. أي في يناير(كانون الأول) 2013. وهو ما يعني خمس سنوات من الآن.

وقالت هيلاري رودام كلينتون «من الصعب معرفة ما الذي سنرثه».

بينما ذكر باراك اوباما «اعتقد انه من الصعب التكهن بما سيحدث في اربع سنوات من الآن». بينما قال جون ادواردز «لا يمكنني التعهد بذلك».

وهو ما يجعلك تتساءل عن أي من المؤثرات التي خضعوا اليها. من الناحية الجيوسياسية، فإن اجابتهم خاطئة.

واعتقد ان ذلك يمثل نفس نوع التفكير القديم بخصوص السياسة الخارجية ودور الولايات المتحدة في العالم التي يدعي المرشحون الثلاثة انهم يرفضونها. فمن الناحية السياسية، اعتقد ان مثل هذا التهرب ـ المطروح بسلوك يتسم بالحكمة ـ هو في الأقل، سابق لأوانه. ان الوقت المناسب بالنسبة للمرشح الديمقراطي لاعتبار اصوات الجماعات المعارضة للحرب امر مسلم به هو الاسراع نحو «الوسط» الخيالي، وذلك بعد ضمان الترشيح، وليس قبله. ان المقترعين في انتخابات الحزب الديمقراطي اذكياء بدرجة كافية لمعرفة الفرق بين قولك انك تعارض الحرب والتعهد بإنهائها.

كما انني اتساءل عما يدفع أي شخص للتفكير بأنه بحلول حملة الانتخابات العامة، فإن أي شيء يقل عن تعهد واضح بوقف كارثة جورج بوش سيبدو في موقف وسطي. وبحلول «خروج القوات خلال عام» ربما يبدو تعهدا حذرا للغاية.

ومع كل الاحترام لهيلاري كلينتون، فلدينا فكرة جيدة عما سيرثه الرئيس القادم. ولا يمكنني التخيل في تلك النقطة ان أي شخص يعتقد ان بوش ـ الذي لا يزال يعتقد انه تشرشل اخر ـ سيغير تفكيره او سياسته الاساسية في العراق. سندخل العام القادم بوجود عسكري اميركي اكبر في العراق مما كان عليه بداية 2007، وحتى لو وافق بوش على سلسلة من الانسحابات الرمزية ـ بسبب حقيقة اننا نفتقر الى الاعداد الكافية من الجنود، والمارينز والحرس الوطني ـ فمن شبه المؤكد انه في يوم الانتخابات سيكون لدينا اكثر من مائة الف جندي اميركي مغروس في رمال ما بين النهرين.

نحن لا نعرف إن كان بوش يسعى إلى تقييد يدَي الرئيس المقبل عن طريق إصدار الأمر بمهاجمة إيران. نعم، ذلك سيعقد الوضع في العراق. إذن لماذا صوتت هيلاري كلينتون الأربعاء الماضي في مجلس الشيوخ على تشجيع بوش كي يعتبر الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية؟ فبعد تصويتها لصالح حرب العراق ـ هي قالت إن بوش وضع غطاء فوق عينيها ـ لماذا هي تصوت على أي شيء قد يمنح بوش مبررا لخوض حرب كارثية أخرى؟

ومع كل التقدير لأوباما (الذي فاته التصويت على إيران) فإنه مجبر أن «يعكس ما ستكون سنوات حكمه الأربع منذ الآن». وكان قد عارض الحرب في العراق منذ البداية، وهو على اطلاع بالفوضى التي خلقها بوش وهو مثل المرشحين الديمقراطيين قال إنه سيبدأ بإنهاء الحرب مباشرة. لكن أربع سنوات فترة طويلة ـ أطول من سنوات القتال التي خاضتها الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية، وهي بالتأكيد طويلة بما فيه الكفاية لإعادة جنودنا إلى الوطن. فإما أن أوباما يرى ضرورة وجود طويل المدى للولايات المتحدة في العراق أو أنه لا يرى ذلك.

ومع كل التقدير لادواردز، فإنه يستطيع بالتأكيد تقديم وعد بسحب كل القوات الأميركية من العراق قبل انتهاء عام 2013 إذا كان يريد القيام بذلك. بالتأكيد يمكن لأحداث غير متوقعة أن تتدخل لكن هل سيعقب إجراؤه الذي يسعى إليه انسحابا شاملا أم لا؟

ما نريد أن نسمعه من هيلاري كلينتون أو أوباما أو ادواردز هو «رؤية واضحة». كيف يرون الدور الأميركي على المدى البعيد في الشرق الأوسط؟ (أن يقولوا إنه مختلف عن تصور بوش غير كافٍ). فهل هم سيتقبلون تصنيف بوش للعناصر والأنظمة «المعتدلة» و«والمتطرفة» كرموز للخير والشر؟ وهل كان تورط الولايات المتحدة هو بسبب النفط؟ أم هو بسبب المنطقة؟ وماذا ينوون فعله للتعامل مع القواعد التي يريد بوش جعلها ثابتة في العراق، بما فيها تلك التي تبعد 5 أميال عن الحدود مع إيران؟

ورجاء تجنبوا التخفي وراء شعار «أنا لا انطلق من فرضيات». يمكن القول إن رؤى المرشحين الجمهوريين تجاه العراق وإيران والشرق الأوسط خطيرة جدا لكنها في الأقل رؤى. فما هي رؤاكم؟

* خدمة «واشنطن بوست» ـ

خاص بـ«الشرق الأوسط»